ابرز ما تناولته الصحف الصادرة ليوم السبت ١ نيسان ٢٠٢٣



كتبت اللواء
انتهى الاسبوع الاخير من آذار المثقل بالأزمات والمشكلات من العيار الثقيل، بانقسامين كبيرين، عشية الأول من نيسان (إذ كذبات السنوات الخمس العجاف أنست الناس مزحة اول نيسان أو كذبة أول نيسان البيضاء).
الانقسام الاول سياسي حول لماذا ذهب المرشح الرئاسي سليمان فرنجية الى باريس، حيث التقى المستشار في الرئاسة الفرنسية لشمال افريقيا والشرق الاوسط باتريك دوريل. فالبعض يعتبر الزيارة لابلاغه امراً سلبياً، ان التسوية التي اقترحتها باريس بانتخابه رئيساً للجمهورية مقابل ان يكون القاضي في المحكمة الدولية نواف سلام رئيساً لمجلس الوزراء، لم تعد قادرة على تسويقها، والبعض الآخر اعتبر ان الدعوة التي وجهت لفرنجية، جاءت غداة الاتصال الهاتفي بين الرئيس ايمانويل ماكرون وولي عهد المملكة العربية السعودية الامير محمد بن سلمان، جاءت في اطار تنشيط الاتصالات والاستماع اليه حول رؤيته وبرنامجه السياسي والاصلاحي، وخارطة الطريق التي قضت باختياره للوصول الى بعبدا.
الا ان مصادر سياسية اخرى كشفت ان الإعلان المسبق عن زيارة فرنجية الى باريس، هذه المرة، خلافا لاكثر من زيارة قام بها سابقا وبقيت طي الكتمان، هدفه ابلاغه من قبل القيمين بالاليزيه، على ملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية، مع المملكة العربية السعودية والاميركيين تحديدا، صعوبة تسويق اسمه كمرشح توافقي مقبول من كل الاطراف اللبنانيين والدول المشاركة بلقاء باريس الخماسي، بعد ترشيحه من قبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري وحليفه حزب الله، الامر الذي تسبب بتصنيفه مرشح تحدي للاطراف الاخرين، وغير مقبول منهم، وتحديدا من الكتل المسيحية النيابية وباقي حلفائهم من المعارضة على حد سواء. واشارت المصادر إلى ان المسؤولين الفرنسيين،تريثوا بابلاغ فرنجية بهذا الموقف، لعل الاتصالات والمشاورات مع الدول المعنية بلبنان والاطراف السياسيين، يقتنعون بتاييد ترشيح فرنجية،الا ان ذلك لم يحصل،ولم يعد بالامكان اضاعة مزيد من الوقت سدى، مع استفحال الازمة الضاغطة بلبنان،وانحدار ها نحو متاهات لا يمكن التكهن بمخاطرها،وكأن لابد من التحرك لحسم الموضوع نهائيا.
وقالت المصادر ان البحث الجدي ينطلق حاليا باتجاه، اختيار المرشح القادر على استقطاب تأييد معظم الاطراف السياسيين والدول المشاركة بلقاء باريس، والذي يستطيع بديناميكيته وافكاره من مخاطبة المجتمع الدولي، والمؤسسات والصناديق الدولية،للمباشرة بحلحلة الازمة المالية والاقتصادية الصعبة التي يواجهها اللبنانيون حاليا،واخراج لبنان من دوامة الانهيار الحاصل، وشددت على أن الاسماء المرشحة اضحت محصورة جدا،باسم او اثنين على ابعد تقدير، بينما الامر بات يتطلب مزيدا من التشاور على كل المستويات، لتخريج اسم المرشح الذي يمكنه من الوصول إلى مركز رئيس جمهورية لبنان الجديد.
والانقسام الثاني حكومي مالي – مصرفي – نقابي، إذ سارعت النقابات والمجلس التنسيقي لمتقاعدي الدولة سواء في الاسلاك العسكرية او الجامعة اللبنانية او التعليمين الثانوي والابتدائي الى رفض قبض الرواتب على سعر صيرفة 60 ألفاً، بعدما كان 90 الفاً، والاصرار على قبضه على سعر 28500 ليرة، وفقاً لحسابات مالية، بعضها يزيد من كلفة الرواتب 20 مليون دولار او يزيد، وبعضها يتعلق بالقضم الخطير للقوة الشرائية للموظفين والمتقاعدين، والتي لامست أدنى المستويات المعروفة في هذا البلد.
ولعل المفاجأة الصادمة كانت ابقاء المصارف سعر صيرفة على 90 الفاً وتحويل الرواتب باللبناني، وليس بالدولار مع دفع فارق صيرفة بين 90000 و60000، أي 30000 مقابل كل دولار.
وعليه، ينتظر الموظفون والمتقاعدون التحضيرات الجارية لعقد جلسة محتملة لمجلس الوزراء الاربعاء المقبل، بناء لدعوة من وزير المال والاتصالات ووزراء آخرين، وهو أوعز لدوائر السراي الكبير التحضير لعقد مثل هذه الجلسة.
وعلى مرمى 4 ايام فقط على «الصلاة الروحية» في بكركي على نية انتخاب رئيس جديد، ومع مغادرة سفيرة المملكة العربية السعودية في بيروت وليد بخاري الى الرياض، مغرداً ان ما أفسدته شهور العام في أرواحنا تصلحه ايام رمضان، بدا المشهد الرئاسي كلي الاستقطاب الانقسامي، فمن جهة «الثنائي الشيعي» وحلفائه في 8 آذار يتمسكون للحظة بفرنجية كمرشح رئاسي، ومن جهة ثانية يرفض الثلاثي النيابي المسيحي (التيار الوطني الحر، القوات اللبنانية والكتائب) ترشيح فرنجية، ويتقدمهم بالرفض النائب جبران باسيل.
وفي حين يبدي باسيل أمام مؤيديه اطمئنانه لمنع وصول فرنجية الى بعبدا، في ظل عدم حسم اللقاء الديمقراطي موقفه لجهة دعمه، وما نقل عن النائب السابق وليد جنبلاط من ان فرنجية مرفوض من باريس، والإصرار عليه، سيبقي البلد في حالة انقسام، ينقل مقربون من «الثنائي» أمل – حزب الله ان هناك اعترافاً فرنسيا ضمنياً من ان طريق بعبدا تمر من حارة حريك حكما.
(راجع ص3)
وحسب المصادر المطلعة على الموقف الفرنسي، فان الفرنسيين نقلوا رسالة للدول الراعية للقاء الخماسي ان حل الملف الرئاسي هو بيد حزب الله، وطالما ان الحزب سمى فرنجية للرئاسة الاولى، فانه من الصعوبة بمكان البحث بأي مرشح اخر للرئاسة، وبالتالي فان «المفاوضات الاساسية حول الملف الرئاسي يجب ان تكون مع حزب الله»، وأي كلام آخر هو مضيعة للوقت.
وتجزم المصادر ان الاتفاق السعودي – الايراني هو المدخل لحل أزمات المنطقة، وفي مقدمها الملف اللبناني، وهذا، حسب هؤلاء، يعني اعطاء الاولوية لحل ملف الانتخابات الرئاسية في مهلة زمنية لا تتجاوز الشهرين.
مع هذه التطورات، يتوقع أن تدخل قطر على الخط ايضاً عبر ايفاد وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد عبد العزيز الخليفي، الى لبنان الاثنين المقبل للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب.
وافادت معلومات من باريس أمس لم يتم تأكيدها، أن فرنسا التي تؤيد ترشيح فرنجية، تطلب منه تطمينات وضمانات حول خياراته الرئاسية، لا سيما لجهة العلاقة مع الدول العربية وبخاصة الخليجية، ومع حزب الله وسلاح المقاومة، والجانب الاصلاحي الاقتصادي. وهو الامر المتروك لفرنجية اذا قرر منح هذه الضمانات للمملكة، واذا منحها هل تقبل بها السعودية؟
وبالنسبة لزيارة جنبلاط الى باريس، علمت «اللواء» من مصادر مطلعة على الزيارة، انه حمل معه في اللقاءين مع مستشاري الرئيس الفرنسي باتريك دوريل، وبرنارد ايمييه، اختيار شخصية ثالثة حيادية ومقبولة لرئاسة الجمهورية، لا اسماء مرشحي تحدٍ، مايعني تمسكه بعدم انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
اضافت المصادر: ان جنبلاط طرح امام الفرنسيين اسماء المرشحين الذين يطرحهم في بيروت، لكنها قالت انها اسماء للإستئناس وليس بالضرورة اختيار احد منها، واذا كان لدى فرنسا او سواها اسماء اخرى مقبولة فلا بأس. فكل شيء قابل للنقاش.
وحسب المصادر، اقترح جنبلاط على المسؤولين الفرنسيين الاستفادة من الاتفاق السعودي- الإيراني من اجل دفع الامور في لبنان نحو الحلحلة وانجاز تسوية ما.
واوضحت المصادران الفرنسييين باتوا مقتنعين بفكرة جنبلاط، خاصة بعد فشلهم في تسويق صفقة المقايضة «فرنجية لرئاسة الجمهورية ونواف سلام لرئاسة الحكومة»، وهم وعدوا رئيس التقدمي بمزيد من الاتصالات والجهود.
اعتراف اوروبا بعبء النازحين
على صعيد آخر، أعلن مفوض الاتحاد الاوروبي لادارة شؤون النازحين يانيز لينارتشيتش، ان زيارته الى لبنان تأتي «تعبيرا عن تضامن الاتحاد الاوروبي مع هذا البلد الذي يجد نفسه في وضع صعب جدا بسبب الازمة المالية وانسداد الافق السياسي والازمة السورية، التي دفعت بعدد كبير من اللاجئين السوريين الى هذا البلد».
وقال: اود ان أعبر عن الاعتراف بالتحديات التي يشكلها هذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين وما يمثلونه لبلد بحجم لبنان. وسنستمر كما فعلنا منذ 12 عاما، في مساعدة ودعم كل اللاجئين السوريين كما بدعم اللبنانيين الاكثر هشاشة. ان عدد اللبنانيين الذين هم بحاجة ارتفع جدا في الآونة الاخيرة بسبب الاوضاع الحالية والتضخم وانخفاض قيمة الرواتب، وعدم قدرة الدولة على تقديم الخدمات اللازمة، وهذا يشكل مصدر قلق بالنسبة الينا.
اضاف: «لقد قدمنا نحو 60 مليون يورو للمساعدات الانسانية للعام 2023 وهذا المبلغ يمثل زيادة بنسبة 20 في المئة عما كانت عليه الاموال المخصصة السنة الماضية. ان المساعدات الانسانية ليست حلا مستداما على المدى الطويل، بل هي مساعدات طارئة للحفاظ على الحياة. لكن هذا البلد يحتاج لاكثر من ذلك، فهو يحتاج الى اصلاحات وانتخاب رئيس للجمهورية وحكومة كاملة الصلاحية واتفاق مع المجموعة الدولية خصوصا مع صندوق النقد الدولي، وهذا الاتفاق سيفسح المجال امام المساعدات المالية لتأتي الى لبنان ومنها المساعدات الاوروبية التي يمكن ان تساعد لبنان على التعافي من الازمة التي يمر فيها.
الرواتب والاضراب
معيشياً، استمر إضراب موظفي هيئة «اوجيرو» ما ادى الى تراجع قطاع الاتصالات وانقطاع خدمات الانترنت عن كثيرمن المناطق ما اعاق عمل المؤسسسات الرسمية والخاصة.
وافيد عصر امس عن قطع طرق في صور بالإطارات المشتعلة احتجاجاً على انقطاع الإنترنت وشبكة الاتصالات الهاتفية.
وستكون اوضاع قطاع الاتصالات ورواتب القطاعين العام والخاص على طاولة مجلس الوزراء الاسبوع المقبل بعد عودة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من السعودية.
في هذا الاطار، أفيد عن  بدء تحويل رواتب موظفي القطاع العام على سعر صيرفة ٦٠ ألف ليرة إبتداءً من بعد ظهرامس الجمعة، علما ان العسكريين المتقاعدين والاساتذة والمعلمين يرفضون هذا الرقم ويطالبون باحتساب صيرفة على سعر28 الفا.لكن تسربت وثيقة صادرة عن المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، تفيد بانه «يتم الطلب فيه من العسكريين عدم قبض معاشاتهم المستحقة عن شهر نيسان 2023، وذلك بانتظار ان يتم البت بموضوع السعر النهائي لمنصة «صيرفة».
وأصدر مصرف لبنان امس، التعميم الوسيط الرقم 666 للمصارف، أبلغها فيها بتمديد العمل بمفعول التعميم 161 حتى 30 نيسان 2023.
كورونا: 82 إصابة
صحياً، سجلت وزارة الصحة 82 إصابة بفايروس كورونا، كما تم تسجيل حالة وفاة واحدة.
مخاوف من عودة أزمة النفايات الى بيروت
أبلغت شركة «رامكو» مجلس الانماء والاعمار عدم قدرتها على الاستمرار في تنفيذ عقدها وتعذرها عن متابعة الأعمال لرفع وجمع وكنس النفايات في قضاءي المتن وكسروان، بسبب التأخير في دفع المستحقات المالية، وبسبب عدم قدرتها على استبدال المبالغ المقبوضة بأوراق نقدية لبنانية او دولار نقدي.
وما إن ابلغت الشركة توجهها هذا حتى تجددت المخاوف من عودة أزمة النفايات الى بيروت، في مشهدية مقيتة، عانت منها العاصمة في مراحل مختلفة.