كامل مهنا يوقع كتاب "مواجهة الاستثمار المفرط لمفهوم المجتمع المدني": نقاتل من أجل تحرير العمل الإنساني من كل أشكال التبعية والارتهان


كامل مهنا يوقع كتاب "مواجهة الاستثمار المفرط لمفهوم المجتمع المدني":

نقاتل من أجل تحرير العمل الإنساني من كل أشكال التبعية والارتهان

شهد جناح دار الفارابي حفلاً لتوقيع كتاب الدكتور كامل مهنا "مواجهة الاستثمار المفرط لمفهوم المجتمع المدني: عامل تجربة ديمقراطية لبناء وطن ومواطن" الصادر في شهر نيسان 2022، في إطار فعاليات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، وهو أجدد إصدارات الدكتور كامل مهنا التي تتناول القضايا المتعلقة بالمجتمع المدني والعمل الإنساني، وقد قدم للكتاب الوزير السابق البروفيسور جورج قرم وعالم الاجتماع البروفيسور مصطفى حجازي.

حضر الحفل فعاليات ثقافية واجتماعية وسياسية وإعلاميين إضافة إلى فريق مؤسسة عامل الدولية، وقد كان مناسبة لمناقشة مجموعة من المسائل المتعلقة بالواقع الراهن للعمل الإنساني وكيفية تصويب البوصلة ليكون ملتزماً بقضايا الفئات الشعبية العادلة وتضامنياً غير ربحي.

ويشكل هذا الكتاب الذي يقع بين دفتي 346 صفحة، مع الكتب السابقة واللاحقة للدكتور مهنا، موسوعة معمّقة، حول نشوء وتطوير المجتمع المدني في لبنان، والمهمات المنوطة به، خصوصًا في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها العالم ولبنان في المقدمة، وهو بمثابة مرجع هام لكل من يهتم بالتعرّف والتعمق في الجذور التاريخية للقطاع المدني في لبنان، وفي موجبات مواكبته للواقع، وتطلعه نحو المستقبل.

الكتاب غني بالمراجع التاريخية والحديثة، وبالتجارب المحلية والدولية، وقد اعتمد مؤلفه نهجًا وصفيًّا ونقديًّا في آن معًا، وأتى مضمونه موازيًا للنضال المتواصل الذي يخوضه الدكتور مهنا والمؤسسة التي أنشأها، أي "مؤسسة عامل الدولية"، من أجل تثبيت تجربتها الوطنية على أرض الواقع، وتكريس نموذج عمل اجتماعي إنساني، لا يقل أهمية عمّا تقدمه مؤسسات المجتمع المدني الغربية، بل يتخطى ذلك ليقدم إلى الغرب نموذجًا شرقيًّا متميزًا، يمكن أن تقتدي به مؤسسات غربية

واذ يقف الكاتب عند مستجدات التجربة، وما تعرّض له مفهوم المجتمع المدني من نقاشات وآراء متباينة، مستعرضًا الأفكار المتقدمة في الشرق والغرب، يدعو الفاعلين بالقطاع إلى تجديد مؤسسات المجتمع المدني، ودراسة مخططات العمل فيها برؤى متجددة دائمًا، ويخص "مؤسسة عامل" بدراسة معمقة حول تجربتها على المستوى المحلي، مشيراً إلى أن امتداد وجود هذه المؤسسة في كلٍّ من أوروبا وآسيا، يجعلها من أوائل المؤسسات الإنسانية في دول الجنوب التي تمتدّ بهذا الشكل الواسع في دول الشمال، في ظل الحرص على رفض التبعية للغرب، وعلى التعامل بندّيّة مع المنظمات الغربية.

وقد كانت مداخلة للدكتور كامل مهنا اعتبر فيها أن كتاب "مواجهة الاستثمار المفرط لمفهوم المجتمع المدني: عامل تجربة ديمقراطية لبناء وطن ومواطن" هو جزء من مسيرة نضالية تخوضها مؤسسة عامل الدولية على كل المستويات في إطار سعيها لتحرير العمل الإنساني من كل أشكال التبعية والارتهان، وتصويب بوصلة العمل الإنساني ليكون نضالياً وتضامنياً وملتزماً بقضايا الشعوب المحقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

واعتبر مهنا أن فك الالتباس في كيفية استخدام مسمى المجتمع المدني، لجهة الخلط بينه وبين المجتمع الأهلي أمر ضروري، في محاولة للتصدي لحالة الاستهلاك الرائج لمفهوم المجتمع المدني، نتيجة لانتشار تعامل صنمي مع هذا المفهوم إلى درجة نزعت منه قدرته التفسيرية ومفعوله النقدي، فالمجتمع المدني، هو ساحة الصراع الحقيقية التي تنجذب إليها وتتفاعل فيها قوى التغيير، بحيث تفرز خطابًا واستراتيجية وطنيين، يهدفان إلى تحقيق المزيد من الديمقراطية، والمزيد من الضمانات لحقوق الإنسان، كما يشكل المجتمع المدني فضاء للحرية، يركز على حق الفرد والمجتمع والمواطن، ووسيلة للعبور نحو المواطنة والديموقراطية.

كما شرح حول جهود مؤسسة عامل الدولية على امتداد الأراضي اللبنانية استجابة للأزمات الإنسانية المتلاحقة، مشيراً إلى أن هذه المؤسسة المدنية غير الطائفية التي تعمل منذ 5 عقود من أجل حماية كرامة الناس وبناء دولة العدالة الاجتماعية، تبذل اليوم قصارى جهدها على الصعيد الميداني وفي مراكزها الصحية التنموية الـ 30 جميعها وعياداتها النقالة الستة ووحدة الرعاية الخاصة بأطفال الشوارع، بقيادة 1500 متفرغ ومتطوع بهدف حماية كرامة كل إنسان بمعزل عن انتماءاته ومن أجل تعزيز الأنموذج الذي راكمته عامل ليكون بمثابة حلّ يحتذى به لبناء لبنان الذي نحلم به ونستحقه.

وختم بالقول أن عامل وعبر فروعها المحلية والدولية وتناصر مجموعة من القضايا وفي مقدمتها مواجهة الخطاب الفوقي والسعي من أجل تصويب العمل الإنساني، ليكون مبيناً على توفير حقوق الفئات الشعبية، فعامل هي أول مؤسسة إنسانية تذهب بقيمها وتجربتها الغنية من الشرق إلى الغرب، للنضال من أجل بناء عالم أكثر عدالة وأكثر إنسانية في زمن تراجع القيم التضامنية والإنسانية في الغرب، والعمل على بلورة مفهوم جديد ورائد للعمل الإنساني الذي ينحدر في كثير من المواقع إلى التقنية والبزنسة والاستعمار الجديد، ليكون مبنياً على التضامن والكرامة الإنسانية ورفض ازدواجية المعايير خاصة بين الشرق والغرب والالتزام بالقضايا العادلة للشعوب وفي مقدمتها قضية فلسطين التي تشكل جوهر أي عمل إنساني.