حقوق المسيحيين على مائدة العيد.. الأسعار تسرق البهجة!
سمر الخوري _ المركزية
مُثقل بالهموم يحلّ عيد الميلاد هذا العام، بعد أن خطف الوضع الاقتصادي الفرحة عن وجوه الكبار والصغار ممن ينتظرون العيد ليزرع بارقة أمل على وجوههم.. في المقابل، غاب الميلاد ومعانيه عن بال أولئك الذين يجاهرون يوميا بمحافظتهم على حقوق المسيحيين المحرومين اليوم من أبسط الحقوق المرتبطة بطقوس العيد من جمعة العائلة والعشاء والهدايا!
بغصّة يحلّ العيد. أطفال كثر سيحرمون من الهدايا، و"بابا نويل" سيغيب عن منازلهم مخلّفا غصة ودمعة.
تقول ميرا يونس، وهي أمّ لولدين، أنّها قامت بجولة "أونلاين" وعلى عدد من محلات الألعاب، فوجدت أنّ أسعار الألعاب التي طلبها ابنها تتراوح ما بين الـ 40 والـ 200 دولارا للعبة الواحدة"، وتضيف: "الأسعار عادت الى سابق عهدها وكأنّ الدولار بـ 1500 ليرة لبنانية".
أمّا عن الملابس وأسعارها، فتلفت الى أنها مسعرّة بالدولار الأميركيّ أو بما يعادلها على سعر الصرف في السوق الموازية، ولا تقلّ القطعة الواحدة عن الـ 25 دولارا، في المحلات العادية لا في المحلات الـ "brand" أو تلك الموجودة في المراكز التجارية الكبرى"، وتعطي مثالا: "الجاكيت 45$ والبنطال 30 والكنزة 30 دولارا، أمّا الأحذية فتبدأ بالـ 50 دولارا وما فوق".
وفي السياق، تلفت ميرا الى أنّها قد تستعيض عن الألعاب والثياب، بزيارة المهرجانات الميلادية في المناطق كجبيل والأشرفية مثالا، حيث الدخول مجانيّ أو شبه مجانيّ، فيشعر الأولاد بأجواء الميلاد ولو بحدّه الأدنى.
ولكن ماذا عن طقوس عشاء الميلاد، وهل سيبتلعه وحش الأسعار هو أيضا؟
يعتبر عشاء عيد الميلاد محطّة ثابتة في هذا العيد، ولكن ومع ارتفاع سعر صرف الدولار يوميا ومن خلفه بورصة أسعار المواد الغذائية، ستغيب أصناف عديدة حكما عن العشاء الميلاديّ، وقد يكون أبرز الغائبين عن المائدة الميلادية هذا العام "الديك الرّومي" المعروف بـ "ديك العيد"، والذي يتراوح سعره قبل الطهي بين الـ 1500000 ل.ل والمليوني ليرة لبنانيّة، من دون أن ننسى الرز والذي بات سعر الكيلو الواحد حوالى الـ 40 ألف ليرة، ما عدا المكسّرات التي لا يقل سعرها عن الـ 250 ألفا للكيلو الواحد، اضافة الى سعر قارورة الغاز اذا ما افترضنا أنّ المواد الأُخرى موجودة في مطبخ ربة المنزل.
المعجّنات التقليدية من السمبوسك، والرقائق بالجبنة، والفطائر بالخضار، واللحم بعجين، والبيتزا والمناقيش... قد تكون من بين الأصناف الغائبة هي أيضا، أو أقله لن تحضر كسابق عهدها، كون سعر الدزينة منها (12 قطعة) يبدأ من الـ 120 ألف ليرة، وصولا الى الـ 150 ألف ليرة لأصناف كالكبة باللحمة (متوسّط الأسعار) .
غالبا ما كانت تحضر بعض أصناف الأجبان الأوروبيّة "cheese board"، مرفقة بأشكال مختلفة من خبز " baguettes"، لتزين المائدة الميلادية فماذا عن أسعارها اليوم؟
لا يقل سعر الـ (200 غرام) منها اليوم عن الـ 5 دولارات كحد أدنى، أمّا الألواح الجاهزة والتي تضم ما بين 6 الى 7 أصناف من اللّحوم والأجبان فيتراوح سعرها ما بين الـ 60 والـ 80 دولارا، على أن يبدأ سعر الخبز الأجنبيّ من الـ 50 ألف ليرة صعودا.
عموما، لا يغيب المطبخ اللّبناني عن المائدة الميلادية إذ يحضر ورق العنب والتبولة أو الفتوش والمازة اللبنانية، ولكن ما لم يحسبه اللّبنانيون عموما والمسيحيون خصوصا أن تصبح كلفة صحن الحمّص الواحد حوالى 50 ألف ليرة من دون احتساب سعر زيت الزيتون!
النبيذ والمكسرات والكستنا قد تتحوّل من الحاضر الدائم على المائدة الى الغائب الأكيد عنها، اذ تبدأ أسعار زجاجة النبيذ المحلية الصنع بـ 160 ألف ليرة ولا تنتهي عند 1300000 ألف ليرة باختلاف الشركة المصنعة وتاريخ الإنتاج.
أمّا عن أسعار المكسرات فحدّث ولا حرج.
وفيما كان بالـ Bûche de Noël يتربّع في صدارة الحلويات الميلادية، بات سعره يتراوح بين الـ 23 دولارا (30 cm) ولا يتوقف عند حدود الـ 44 دولار(55 cm).
وعلى الرغم من استثنائنا العديد العديد من الأصناف، الا أنّ المؤكّد أن تكلفة الطاولة الميلادية للعائلة الصغيرة لن تقل عن الـ 6 ملايين ليرة لبنانية، فكيف اذا ما إجتمعت العائلة الكبيرة؟ فعن أيّ حقوق تحدّثوننا يا زعماء الطائفة، وقد حرمتم معظمنا حتّى من قضاء ليلة العيد سعداء؟!