رسالة الرئيس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، البروفيسور المحامي نبيه الشرتوني، بمناسبة حلول السنة الجديدة
رسالة الرئيس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، البروفيسور المحامي نبيه الشرتوني، بمناسبة حلول السنة الجديدة
أيها المغتربون
نحتفل وعائلاتنا بالأعياد المجيدة، وبحلول السنة الجديدة، وفي العين دمعة، وفي القلب غصة، لأنّ اللبنانيين يرزحون تحت العوز، وغالبيتهم يعيشون تحت خط الفقر، لأول مرةٍ في تاريخه الحديث منذ مجاعة الحرب العالمية الأولى. وها نحن نستقبل مُجدّداً المهاجرين الجدد من أبناء لبنان، في زمنٍ يربض فيه الفساد على صدر الوطن.
فالفراغ عنوان المرحلة، فراغٌ في قمة الهرم، فلا رئيس في المدى المنظور، وفراغٌ في السلطات كافةً، حيث يتقاعس المسؤولون عن القيام بواجباتهم، وفراغٌ في الإرادة الوطنيّة تلامس العقم، وفراغٌ في سُبُلِ الناس وعيشِهم والجيوب.
أيها المغتربون
أنتم وحدكم الأمل المتبقي، ترفدون أهلكم بما يتيسر للصمود، وسوف تنهضون بالاقتصاد اللبناني، كما عهدناكم عبر السنين، وها نحن نراكم، وقد امتلأت الطائرات، وغصّ مطار بيروت بكم، تزورون أحبابكم، وتقفون على حاجاتهم، وتزرعون في الأرض الطيّبة بهجةً، وتضيؤون شمعةً مباركةً في ليل الوطن الحالك.
إنني، باسمي، وباسم الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، إذ أتقدم منكم، ومن اللبنانيين عامةً، بأحر التهاني، بحلول السنة الجديدة، نعاهدكم أننا سنبقى على الوعد لكم، وللبنان، وكما في كل تاريخنا، خط الدفاع المدني عن لبنان، في الأمم المتحدة، ونحن عضوٌ في منظماتها غير الحكومية وفي مجلسها الاقتصادي، وفي المحافل الدولية أيضاً، حيث نضغط مع جالياتنا على دول الإقامة لمساعدة لبنان، وللدفاع عن قضاياه.
وإلى زملائي، مسؤولي وأعضاء الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم أقول: سنةٌ جديدةٌ تمر عليكم، وأنتم المناضلون العاملون بصمت، تضحون من أوقات عائلاتكم، من راحتكم، ومن مالكم، لتستمر منظمتكم العالمية، كما نشأت، ممثلةً للاغتراب خير تمثيل، مستقلةً، غير سياسية أو دينية، لا تتسكّع على أرصفة العالم، بل تواجه الدول بفخر من أجل لبنان. بورك سعيكم فالحصاد كثير.
ودمتم