يونس السيد _ اللواء
لطالما كانت أنفاق وجسور مدينة بيروت مثار جدل وشكوك لجهة تكاليف إنشائها وصيانتها وتأهيلها ونوعية وجودة المواد المستعملة في اعمال البناء والتأهيل، والمثل يقول: «الميّ تكذّب الغطاس» ويبدو ان هذا المثل يصح ويطابق حال الأنفاق السيئة اليوم.
ومن هذه الأنفاق، نفق بشارة الخوري الذي رغم حداثة بنائه وقِصَرْ مسافته وصِغَرْ مساحته، فإن مشهدية سوء المواد المستعملة تتجسد فيه وتتكلم عن نفسها، فبلاط الجدران تساقط ليس بفعل عمل تخريبي بل بسبب ضعف المواد ورداءتها ولأن نظرية «بزّق ولزّق» طبقت بحذافيرها خلال تنفيذ الاعمال،ويضاف الى ذلك غياب الرقابة على الاعمال وغياب مبدأ المحاسبة ومراجعة المتعهدين من قبل بلدية بيروت.
العابر لنفق بشارة الخوري ولسائر أنفاق بيروت يتساءل الى متى يستمر مسلسل هدر اموال المكلفين لصالح المتعهدين والسماسرة والمرتشين والمحاسيب؟ وأين الرقابة على الاعمال؟ والصيانة بعد الانجاز؟ والى متى يبقى مشهد الاهمال قائماً في أنفاق العاصمة؟ وأين بلدية بيروت من كل ذلك؟ ويبدو أن صدى صرخة عابري الأنفاق لا يصل الى مسامع المعنيين في البلدية بل يبقى داخل النفق، فمتى تطلق ورشة اصلاحات الأنفاق ونظافتها سؤال برسم القيمين في بلدية بيروت؟.