قبل أن يلفظ جورج الراسي، ابو جو، وزينة المرعبي، أم الفتيات الثلاث نايا ويسما وزينة، آخر الأنفاس، إنتقلت عائلة بأكملها، مكونة من سبعة أفراد من آل الفليطي، الى جوار الربّ بعد أن اجتاحت شاحنة محملة بأربعين طناً من الحجارة، عدداً من السيارات في بلدة عرسال. وقبلهم، في شهر واحد، راح أحمد خضر وابراهيم جمعة وريم حسن عبد الساتر وشربل مخول وأندرو جوزف أبي حنا وغيرهم وغيرهم ضحايا على طرقات دولة ليس فيها أيّ من مقومات الدول. بكينا على كل واحد منهم. ذرفنا دموعاً وذرف أهلهم دماً ودموعا. وماذا بعد؟ نضيء الشموع؟ فعلنا. وماذا بعد؟
إنها فاجعة جديدة. ضحيتان جديدتان في جلجلة حوادث السير اليومية في لبنان، وليتهما تكونان الأخيرتيّن. هزّ رحيل جورج الراسي - ومعه زينة المرعبي- القلوب لكن لم يرف جفن لمن سميناهم رجال دولة وأوكلنا أمورنا وشجوننا إليهم. ننقّ؟ لا فائدة. لا فائدة للحديث مع "حيطان".
نداء الوطن