في بحرنا تموت الملائكة. . بقلم د.عباس الحاج حسن / وزير الزراعة


في بحرنا تموت الملائكة. 

بقلم د.عباس الحاج حسن
وزير الزراعة

دموعنا بحرٌ وبياض العين مقروح، دموعنا بحر نرقب موجه علّه يعيد من أخذهم الخوف إلى الخوف.
عند شاطئ المدينة أنين يشبه موت الأطفال في أحضان العوز. ترى هل تركوا خلفهم رسائل لمن سيكتبون التاريخ الأسود المرير.
ترى هل يسامحوننا على تقصيرنا أم سيتركون شكواهم عند ربٍّ مقتدر.
محزنٌ أن يخرج من حدقة العين أبناء الوطن بحثاً عن وطن آخر فيه الكثير من الإنسانية والحياة بعيداً عن لغة العوز والتقوقع والتهميش. محزن أن نصبح أمواتاً في بحر هذا المتوسط الذي منه كتبنا للعالم عناوين بناء الأوطان.
محزن أن نكسر خاطر المدينة مرتين، مرةً عندما تركناها وحيدة تواجه صقيع الوحدة وأخرى عندما عاقبناها لأنها فيحاء هذا الشرق. محزن ومرير أن نرى أخوة "إيلان" يتمددون على رمال البرد كأنهم تركوا الحياة لفرصةٍ أخرى علّها تأتي لتحمي الوطن ومن تبقى من المؤمنين بالوطن. صعب أن يصبح هذا البحر موعداً لموت الأطفال الباحثين عن مستقبل، أو لأمهات استسلمن للأقدار، أو لرجال ركبوا الموت كأنه فرصة حياة.