ابرز ما تناولته صحف اليوم الثلاثاء ١٩ نيسان ٢٠٢٢


الانباء الكويتية - عمر حبنجر

آخر عيد فصح شارك الرئيس ميشال عون في صلاته كرئيس للجمهورية، بمقر البطريركية المارونية في بكركي، بدا مختلفا في ظاهره ومضمونه عن المشاركات الرئاسية الفصحية، خلال السنوات الخمس الماضية، حيث بدا إصغاؤه إلى عظة البطريرك بشارة الراعي، بحدتها وصراحتها، وكأن ثمة متغيرات استجدت، في التوجهات الرئاسية، وحتى في سرعة تفهم وريثه السياسي جبران باسيل، بل تبنيه، لكل ما قاله «سيدنا البطريرك».

في عظته، استهل الراعي الحديث عن الزيارة الواعدة للبابا فرنسيس إلى لبنان والتي «ستكون جسرا بين عهدكم والعهد الآتي»، ما يعني ان زيارة البابا ستكون رعائية لعملية انتقال لبنان من عهد إلى آخر، وبالتالي لن يكون بوسع الرئيس عون البقاء في القصر الجمهوري بعد 31 أكتوبر مهما كانت الظروف.

وفي تصريح الرئيس عون في نهاية القداس، حمل مسؤولية تعطيل التحقيق بجريمة تفجير المرفأ إلى جهات حليفة له الآن، من خلال حبس مرسوم تشكيل الهيئة العليا لمحكمة التمييز، قاصدا وزير المال يوسف الخليل، دون ان يسميه، بل رافضا ان يسميه.

الراعي دعا بحضور الرئيس عون إلى وقف الهيمنة على لبنان وتوحيد السلاح بيد الدولة، مشددا على رفضه تغيير هوية الاقتصاد اللبناني. واللافت إصغاء الرئيس عون وأركان تياره إلى البطريرك، خصوصا عند الحديث عن القضاء وحالته الراهنة، ومن ثم جوابه على طروحات البطريرك كقوله «ان من عطل الحكومة وانسحب من مجلس الوزراء هو نفسه الذي يعطل عمل القضاء وانتم تعرفون من..» أي وزير المال يوسف الخليل المحسوب على الرئيس نبيه بري، والذي امتنع حتى الآن عن توقيع مرسوم الهيئة القضائية كي تبقى يد المحقق العدلي طارق البيطار مغلولة عن متابعة التحقيق بجريمة المرفأ، المطلوب هدم إهراءاته المتصدعة قبل الانتخابات، وحتى قبل ختم التحقيق بالجريمة الكبرى!

وقيل للرئيس عون ان من واجبه تسمية الأشياء بأسمائها، فكرر القول «انتم تعرفونهم..!».

بعض الأوساط قرأت في عودة عون إلى بكركي، وهو على أبواب نهاية الولاية، نوعا من الاستدراك المتأخر لانعدام جدوى المتابعة في خط الممانعة، بعد اتساع نطاق التداول بمعلومات ومعطيات تشي باتجاه «الحلفاء الإقليميين» إلى حسم خيارهم الرئاسي في لبنان لصالح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الموجود حاليا في موسكو، كما لو انه يقدم أوراق اعتماد الرئاسة، بغطاء سوري ـ إيراني، ما يعني تبخر أحلام الصهر جبران باسيل الذي كان حاضرا في بكركي إلى جانب عمه عون، وقد استأذن جبران البطريرك الماروني للرد على كلمته، بما يؤيدها، بل يزايد عليه، بقوله: ان البطريرك عبر عن الحقيقة، وعن واقع نعيشه جميعا، ونشاركه به وبمعظم وكل ما قاله، مضيفا أن من لا يريدون «دحرجة الحجر عن صدر لبنان هم من كل الجهات والتوجهات مع الأسف، وان من سلم المسيح إلى جلاديه لقاء 30 قطعة من الفضة هم من أبناء جلدته».

هذا التحول النسبي في توجهات باسيل، ومن خلفه الرئيس عون، يرى فيه البعض مناورة أو هزة عصا للممانعين، ان هم حسموا خيارهم بإخراج باسيل من لائحة السباق إلى بعبدا، ويذكر البعض الآخر بقول قائل «انج سعد، لقد هلك سعيد»، وسعيد هنا هو العهد، الذي خدم عسكريته بالنسبة لمن تحالف معهم على حساب لبنان ومصالحه إلى درجة التخلي عن ابرز مقومات البلد، المتمثلة بالسيادة والقرار الحر.

ومن مؤشرات ذلك، انه بعد خلوة نصف الساعة بين البطريرك ورئيس الجمهورية، نزل الرئيس عون بالمصعد بينما سبقه البطريرك إلى الكنيسة بواسطة الدرج. وبدا لافتا غياب البطريرك، أثناء إدلاء الرئيس عون بتصريحه للصحافيين، خلافا للعادة، حتى انه لم ينتظر الرئيس امام المصعد عند وصوله، على ما لاحظت قناة «إم تي في». وفي تصريحه للصحافيين، قال عون: نحن اليوم في حالة صعبة كثيرا، وأنا أعيشها مثلكم، فالذي أصابكم أصابني، وعندما سئل عما إذا كانت لديه معلومات لأهالي ضحايا انفجار المرفأ، الذي رفض مستشاروه السماح لهم بمقابلته، أجاب: انهم لم يتوجهوا إلى معرقلي القضاء، وعندما سئل ما إذا كان الثنائي الشيعي هو المعرقل، قال بحدة: انتم تعرفونهم فلماذا السؤال؟

إضافة إلى مضاف، جاء كلام وليد جنبلاط للبنانيين في المغتربات، والذي أعلن فيه أنه لا سليمان فرنجية ولا جبران باسيل لرئاسة الجمهورية.

واليه انضم ميشال معوض رئيس حركة الاستقلال بإعلانه ان معركة الدائرة الثالثة في الشمال، التي تضم الأقضية المسيحية، ستكون معركة وطنية بمواجهة سلاح غير شرعي وطبقة سياسية فاسدة وبمواجهة الرمزين المسيحيين الأساسيين اللذين يغطيان السلاح غير الشرعي، وسنخوض معركة كسر هذا الغطاء.

ميشال معوض، وهو وريث الرئيس الراحل رينيه معوض الذي اغتيل تفجيرا بعد بضعة أيام من انتخابه، قال: هناك انطباع لدى البعض بأنني رجل أميركا في لبنان، وهذا انطباع مفبرك، فأنا أملك علاقات مع مسؤولين دوليين لكنني رجل لبنان، ولا أدافع إلا عن القضية اللبنانية، وسنشكل جبهة سياسية بعد الانتخابات، ونخوض معركة مصير لبنان.