لا تزال فرضيّة انقطاع الكهرباء في مراكز الفرز بعد العملية الانتخابية في أيار واردة جدّاً، وهي السيناريو الأكثر ترجيحاً في حال لم تأخذ وزارة الداخلية وبالبلديات، بالتعاون مع مؤسسة كهرباء لبنان، الإجراءات اللازمة لتفادي انقطاع التيّار خلال الفرز، ممّا يُعيد إلى الواجهة الخوف من عمليات التزوير، واختفاء صناديق وظهورها لاحقاً، تماماً كما حصل في انتخابات العام 2018؛ ولذلك جمع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي المحافظين في مكتبه الشهر الماضي للبحث في الموضوع وإيجاد الحلول، فيما لا تزال الاتصالات بين الداخلية و"كهرباء لبنان" قائمة لبلورة "الحلّ النهائي".
على صعيد المحافظات، علمت "النهار" من محافظ النبطية بالتكليف حسن فقيه بأنّ "الداخلية أمّنت 18 ups، وذلك لمركز الفرز في قصر العدل في النبطية، وهي تضمن تأمين الكهرباء للمركز لمدّة 3 أيام بشكل متواصل".
وتابع فقيه حديثه لـ"النهار" شارحاً أنّه "في المحافظة، سيتمّ تأمين الكهرباء عن طريق مولّدات الاشتراك، وبالأخص في يوم الانتخابات. سيؤمّن أصحاب المولّدات الكهرباء في مراكز الاقتراع".
وعلى صعيد محافظة الشمال، قال المحافظ رمزي نهرا لـ"النهار": "سنتّكل على مولّدات الكهرباء لتأمين الطاقة في يوم الانتخابات، وذلك عبر الطلب إلى أصحاب المولّدات تأمين الكهرباء خلال العمليّة الانتخابيّة"، مشيراً إلى أنّ "ذلك هو الحلّ الوحيد أمام المحافظة، التي لم تحصل على ups من الداخلية".
وضمن هذا الإطار، صرّح وزير الطاقة وليد فياض لـ"النهار" بأنّه "لا يملك الكثير من المعطيات بشأن تأمين الكهرباء في يوم الانتخابات، وأنّ الموضوع لدى مدير مؤسسة كهرباء لبنان حايك"، فيما قال مصدر في وزارة الداخلية لـ"النهار" إنّ "العمل جارٍ لحلّ موضوع الكهرباء".
لكن مؤسّسة كهرباء لبنان، من جانبها، أبلغت مولوي بحاجتها إلى مبلغ قدره "16 مليون و232 ألف دولار" لتأمين التيار الكهربائيّ ليوم الانتخابات، فيما لا تتخطّى الاعتمادات المخصّصة لإجراء الانتخابات 295 مليار ليرة، أي ما يعادل نحو 12 مليون دولار ونصف المليون، بحسب سعر الصرف في السوق السوداء.
وقال مولوي "لن أتكل على مؤسّسة الدولة، لأنها رغم التكلفة المرتفعة لا يمكنها أن تضمن النتيجة، ولا تضمن الشبكة وألّا يحصل انقطاع فجأة".
وفي السّياق، تعمل وزارة الداخلية حالياً على إيجاد حلول بديلة بأسعار معقولة لتأمين الكهرباء، التي قد تأتي عبر مولّدات خاصّة "قبل الانتخابات بعشرة أيّام على الأقل لمراكز لجان القيد، ومن بعد ظهر يوم الانتخابات حتى انتهاء الفرز ليلاً في أقلام الاقتراع البالغ عددها نحو سبعة آلاف".
"النهار"