على الرغم من مخاطر امتداد الحريق الروسي- الأوكراني أوروبا، ويمتد إلى قارات أخرى، فإن الموقف الرسمي في لبنان ما يزال يحبو بغير اتجاه، بطريقة حربائية، فإن الأزمات تقفز بسرعة إلى الواجهة: الدولار يتحضر للارتفاع، إذ غادر في آخر العمليات في السوق السوداء أمس سقف 20500 أو 20700 إلى 21000، وربما أكثر، والقمح الموجود في الاهراءات يخضع لرقابة لئلا تستهكه السوق، مع استمرار البواخر المحملة بالقمح في عرض البحر.. والزيوت، بما تشهد اختفاء من السوبر ماركات والمحلات التجارية بعد، في وقت سجلت منذ الصباح أسعار المحروقات قفزة غير مسبوقة منذ أيلول الماضي، عندما بدأت تتوفر في الأسواق، بعد هبوب أسعار برميل برنت (الخام) ووصولها إلى 117 دولاراً لكل برميل، مما حمل أصحاب المولدات إلى اتخاذ إجراءات تخفيض ساعات التغذية أو زيادة سعر الكيلوواط ساعة حيث العدادات، وهكذا بدا ان مواجهة الأزمات المعيشية على مستوى الدولة، موزعة بين إطلاق النصائح، والابتعاد عن الهلع، وقلة الحيلة، في ضوء الشحايح من توفير المال والدولار، والاعتمادات لاستيراد السلع الغذائية الضرورية.
واستمرت انعكاسات الحرب الروسية الاوكرانية على لبنان، فأعلن الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير في بيان، «وصول 58 شخصا من لبنانيي أوكرانيا فجر اليوم الجمعة إلى مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، آتين من رومانيا، بعد أن قامت السفارة اللبنانية هناك بتسهيل أمورهم، بالتنسيق مع الهيئة». وقال: وهناك 70 شخصا آخرين سيصلون على الطائرة نفسها على نفقة أحد رجال الاعمال اللبنانيين في رومانيا (محمد مراد)، الذي قام ويقوم مشكورا بمبادرته.
وأضاف: إن مجموع اللبنانيين العائدين فجرا على الطائرة نفسها يبلغ 128 شخصا. وتحدث عن «دفعة جديدة سيتم إحضارها قريبا من بولندا، فور انتهاء التسهيلات لعودتهم».
وارتفعت اسعار المحروقات بشكل كبير، بحيث ارتفع سعر صفيحة البنزين 95 و98 أوكتان 28000 ليرة، كما ارتفع سعر المازوت 41000 ليرة وسعر الغاز 15000 ليرة.وذلك بعد ارتفاع سعر برميل النفط فوق 116 دولاراً أميركيّاً.
وعلى الصعيد المعيشي، اجتمع الرئيس نجيب ميقاتي مع وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام الذي قال: اجتمعنا مع الرئيس ميقاتي لنطمئنه بشأن ثلاث نقاط: بالنسبة لمادة القمح لدينا مخزون يكفي لمدة شهر أو شهر ونصف الشهر، ونحن حريصون كل الحرص على توافرها ونتواصل مع عدة دول بما فيها الولايات المتحدة ودول أخرى أبدت الاستعداد لمساعدتنا في حال أضطررنا لاستيراد كميات كبيرة منها.
تابع : نحن مقبلون على شهر رمضان المبارك حيث سيصار الى استهلاك اكبر للمواد الغذائية، وسمعنا عن تخوف من حصول نقص في بعض المواد الغذائية، من زيوت وسكر وغيرها، فعقدت بالامس اجتماعاً موسعاً في الوزارة مع كافة الجهات المعنية من القطاع الخاص وتحديدا المستوردين، واصحاب السوبرماركات والمطاحن والافران وتجار المواشي والدواجن والالبان والاجبان، وتوصلنا الى إتفاق بأنهم سيستمرون بتزويدنا بالكميات الموجودة لديهم، وسنستمر بالتعاون معهم لكي لا يحصل انقطاع في الاسواق.
وتوجه الى المواطنين قائلا: «أتمنى الا تحصل حالات هلع، فلقد سجل إقبال كبير جدا على السوبرماركات لشراء كميات كبيرة من المواد الاستهلاكية للتخزين. ومن يشتري اكثر من حاجته يأخذ هذه المواد من امام غيره، فرجاء الا يحدث هلع .الامور مضبوطة، والكميات التي نستهلكها في لبنان ليست بكبيرة مقارنة بدول الجوار، فالمساعدة موجودة والدعم الدولي موجود والعمل من خلال الحكومة ووزارة الاقتصاد قائم».
كما توجه سلام الى التجار وأصحاب المصالح «بأن يكونوا حذرين في هذه الفترة لأنه لن يكون هناك تساهل أبدا في موضوع رفع الاسعار، واي مخالفات قد تحصل، وستكون الملاحقة اكبر لموضوع الاحتكار. بدأت تصلنا معلومات بأن بعض التجار بدأ باحتكار مواد الزيت والطحين والسكر، وانا اقول الآن رجاء لا تجبرونا على اتخاذ اجراءات أقسى من السابقة، لأن حرمان الشعب اللبناني من المواد الغذائية وتخزينها في هذه الفترة واعتماد منطق الاستغلال سيواجهان بأشد العقوبات، وانا على تواصل مع كافة الأجهزة القضائية وسنعتبر هذا الموضوع بمثابة جرم جنائي. قطع الطعام عن الناس هو جريمة، ووزارة الاقتصاد ستكون بالمرصاد لهذا الامر.
وعلى الصعيد السياسي، توجه مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الروسية امل ابوزيد الى موسكو ، موفدا من الرئيس عون، ناقلا رسالة شفهية للمسؤولين الروس لتوضيح الموقف بعد بيان وزارة الخارجية في شأن موقف لبنان من غزو موسكو لأوكرانيا.
مجلس الوزراء
وعند الثالثة من بعد ظهر اليوم، يعقد مجلس الوزراء جلسة برئاسة الرئيس ميشال عون، دعا اليها الرئيس ميقاتي، وعلى جدول اعمالها 26 بندا، ابرزها مشروع قانون معجل يرمي الى تمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية، وعرض وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي لدراسة أعدتها الوزارة حول آلية اعتماد مراكز الاقتراع الكبرى «MEGA CENTER» في الانتخابات النيابية العامة للعام 2022، فضلا عن مشروعي قانون الأول لحفظ الطاقة والثاني لانتاج الطاقة المتجددة الموزعة إضافة الى بنود أخرى تتناول مواضيع مختلفة.
ومع بدء جلسةالمال والموازنة، مناقشة مشروع المازنة، وما تتضمنه من إصلاحات أو مطالب يُشدّد عليها صندوق النقد الدولي، بحث نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي مع الرئيس عون إطلاق التعاون بين المجلس والحكومة في سبيل إنجاز اتفاق مع الصندوق قبل الانتخابات النيابية.
المساعدات السعودية- الفرنسية
وشرحت السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو للرئيس عون، في قصر بعبدا أمس، تفاصيل الاتفاق بين فرنسا والمملكة العربية السعودي والذي تمّ بين وزيري البلدين جان ايف لودريان والامير فيصل بن فرحان، على تمويل مشاريع إنسانية اولية لمساعدة الشعب اللبناني وتوفير المساعدة للمستشفيات وكذلك لمراكز الرعاية الصحية، وبعض المنشآت التعليمية، فضلا عن المساهمة في تمويل، أعمال المنظمات العاملة على توزيع حليب الاطفال والغذاء للفئات الأكثر تضررا، وتطرق البحث إلى الترسيم البحري.
وكشفت مصادر دبلوماسية أن الرسالة التي سلمتها سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية دورثي شيا الى رئيس الجمهورية ميشال عون من الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين حول ملف ترسيم الحدود البحرية، تضمنت نصوص المقترحات الشفهية التي طرحها هوكشتاين على عون والمسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم خلال زيارته الاخيرة الى لبنان.
واشارت المصادر الى ان الرسالة احتوت على خريطة سطحية لخطوط الترسيم، الا انها استندت الى خط متعرج تحت الماء، مع تحديد لمواقع معينة، لامكانية وجود كميات الغاز والنفط فيها المتوقعة. وبالرغم من التكتم عما اذا ارتكزت المقترحات الأميركية الى الخط ٢٣ او ٢٩، او اي خط وسطي، لارضاء لبنان وإسرائيل، اكتفت المصادر بالقول ان المقترحات مهمة وجديرة بالبحث، ولفتت إلى ان الجانب الاميركي، شدد على ضرورة الحصول على جواب موحد وجامع من كل المسؤولين اللبنانيين، وضمن مهلة لا تتجاوز الثلاثة اسابيع.
الانتخابات
وبدأت الاستعدادت العملية للإنتخابات النيابية تأخذ مسارها الحاسم بإطلاق الماكينات الانتخابية للقوى السياسية وقوى المجتمع المدني وتزايد اعداد الترشيح رسمياً واعلان البرامج الانتخابية وبدء تحضير المرشحين مستنداتهم الرسمية لتقديمها الى وزارة الداخلية. فيما أعدّت وزارة الداخلية دراسة حول اعتماد آلية مراكز الاقتراع الكبرى (Mega Centers) في الانتخابات النيابية للعام 2022، ليعرضها الوزير بسام المولوي اليوم في جلسة مجلس الوزراء، وشملت هذه الدراسة النواحي القانونية، الاجرائية واللوجستية، والموارد البشرية المطلوبة.
وخلُصت الوزارة إلى أنه يتعذّر اعتماد مراكز الاقتراع الكبرى ضمن المهل المفروضة في قانون الانتخاب الحالي في ظل الحاجة لإجراء تعديلات عديدة على قانون الانتخابات، إضافة إلى العقبات اللوجستية والاجرائية وإنشاء بطاقة التعريف الممغنطة واعتماد التسجيل المسبق للناخبين وربط كل مركزاقتراع مركزي بـ 26 قضاء، والحاجات على صعيد الموارد البشرية والمادية، كتخصيص 3 الاف قلم اقتراع اضافي، و600 لجنة قيد و6 الاف موظف اضافي. عدا تخصيص القوى العسكرية والامنية الاضافية. مشيرة إلى أن الوقت المطلوب لإنجاز التحضيرات لا يقلّ عن خمسة أشهر تبدأ من تاريخ نشر القانون وإصدار المراسيم التطبيقية عند الحاجة، وأنّ الكلفة الاجمالية للمشروع تبلغ حوالي 5،872،500 دولار أميركي.
وسيكون هذا الموضوع مدار نقاش وربما تفصيلي بين الوزراء وقالت مصادر وزارية مسيحية لـ«اللواء»: اذا كان تقرير الوزير مولوي مبني على اسس علمية وإجرائية دقيقة وصحيحة لتأجيل العمل بالميغا سنتر واخذ الامر على عاتقه ومسؤوليته واكد عدم جهوزية الوزارة لإنشاء مراكزالاقتراع الكبرى، فنحن معه.
وعرض رئيس المجلس نبيه بري المستجدات السياسية وشؤونا متصلة بوزارتي الشباب والرياضة والسياحة خلال استقباله الوزيرين جورج كلاس ووليد نصار الذي قال: تطرقنا لمواضيع وطنية وجدول اعمال جلسة مجلس الوزراء، وكنت أود أن أقف على رأي الرئيس بري في موضوع «الميغاسنتر»، وإن شاء الله في جلسة مجلس الوزراء أقدم رأيي، لأنني شخصيا في موضوع «الميغاسنتر» وبعيدا من رأي البعض الذي يقول انه موضوع قد يعرقل أو يؤخر العملية الإنتخابية، وهذا ما لا نقبل به، لكن ايضا نريد إنتخابات نزيهة وشفافة وموضوع «الميغاسنتر» أمر أساسي، والتقرير الذي أعده وزير الداخلية مشكوراً وضعنا عليه ملاحظات، وهناك أمور يمكن ترتيبها بأقل كلفة وبطريقة عملية للناخب بحيث يستطيع الإقتراع بمكان سكنه وهذا يسهل ولا يصعب.
واوضح الوزير نصار موقفه اكثر لـ«اللواء» بالقول: انا مع إنشاء الميغا سنتر واكثرالوزراء إن لم يكن كلهم معها والشعب اللبناني كله معها لأن صفيحة البنزين اصبحت باربعمائة الف ليرة تقريباً، ولكننا سنقف الى جانب وزير الداخلية نساعده كي يتمكن من إنشاء مراكز الاقتراع الكبرى بالسرعة الممكنة حتى لا تتأخر الانتخابات، ولأنها ضرورة للعملية الانتخابية وللناخبين.
وعلى صعيد الترشيحات برز من المتقدمين رسميا للترشيح امس نائبا بشري ستريدا جعجع وجوزيف اسحق، والأمين القطري لحزب البعث العربي الإشتراكي علي يوسف حجازي في بعلبك الهرمل.
واطلق نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم امس، الماكينة الإنتخابية لحزب الله في دوائر بيروت الاولى والثانية وجبل لبنان الثالثة والرابعة (بعبدا وعاليه– الشوف) وقال: نعمل من أجل أن تكون هذه الانتخابات فعالة وحيوية. وأنّه بلغ عدد المندوبين الذين سيعملون في دوائر جبل لبنان وبيروت 5000 آلاف مندوب ويعملون منذ فترة من الزمن.
اضاف: نحن حريصون على إجراء الانتخابات في موعدها ونعتبر أنها محطة ضرورية لتجديد الثقة والمحاسبة من خلال الاختيار.
وأعلن قاسم أنّه «لا يوجد أي مؤشر يدل على عدم اجراء الانتخابات في موعدها، بل كل المؤشرات تدل بأنها حاصلة في 15 أيار 2022».
وختم قاسم: نحن نعتمد على صناديق الاقتراع وليس على كثرة الكلام والادعاءات.
وكشف رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان ان التحالف لم يبت مع ا لتيار الوطني الحر، وقال: زرت سوريا، والتقيت الرئيس بشار الأسد، وكذلك التقاه النائب السابق فرنجية، من موقع «العلاقة الشخصية».
فرنجية: لا تغيير استراتيجي
ولاحظ النائب السابق فرنجية: لن يكون هناك تغيير استراتيجي في الانتخابات النيابية المقبلة والتغييرات الجذرية في البلد لن تحصل والثورة لم تخلق نظما بديلا، ومن تظهره الإحصاءات انه سيربح هم سياسيون لبسوا «طربوش الثورة» كسامي الجميل وميشال معوض ونعمة افرام وغيرهم، هؤلاء من الطبقة السياسية.
وقال: لا يهمني ان احمي جبران باسيل ولا انه ألغيه، ونحن منذ 2006 طرحنا اقتراع اللبنانيين لرئيس الجمهورية، مشيرا «شرذمة» مسيحية في الانتخابات مقابل كتل متماسكة للشيعة والسنّة والدروز.
1074372 إصابة
صحياً، اعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي عن تسجيل 1835 إصابة جديدة بفايروس كورونا و10 حالات وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1074372 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.