يونس السيد - جريدة اللواء
بيروت مستباحة والإهمال يلفها. هذا هو الواقع ولسان حال الاوساط البيروتية التي تتساءل: هل هو مسلسل ممنهج أم تقصير متعمد؟ وأين التدابير المطلوبة وأين المعالجات والاصلاحات؟
واقع حال المدينة على الأرض على صعيد الانماء وكذلك الأمن لا يبشر بالخير، فالأعطال تتراكم، والبنى التحتية من ارصفة وحفر وغياب للإنارة وأغطية الريغارات إلى مزيد من التفاقم في ظل تقصير واضح من قبل المعنيين في بلدية بيروت بالرغم من توفير السلف المالية، ولكن وحسب مصادر بلدية فإن المولجين بالتصليح «لا يريدون العمل»، فالوفاء والاخلاص غائبان أكان من قبل بعض موظفي البلدية أو المتعهدين الذين يأكلون من خير البلدية، «أكلوا اللحم وتركوا العظم» بحجة ارتفاع سعر صرف الدولار، فلا المناقصات تنجز بغياب تقدم المتعهدين ولا السلف المالية المصروفة تفي بالمطلوب ومرافق بيروت تدفع الثمن.
وكشفت مصادر بلدية لـ«اللواء» انه اضافة إلى اهمال مرافق المدينة فإن الهاجس الاكبر يبقى بتزايد عمليات السرقة، فأغطية الريغارات اختفت وحديد الدرابزين اقتلع ولم تسلم منه جسور المشاة وكان آخرها جسر قصقص، وتحولت إلى مشاريع للموت بدلاً من السلامة العامة، ولم يكتفِ السارقون بالحديد فأتبعوه بالنحاس والألمونيوم فسحبوا كابلات اعمدة الانارة وعبثوا بالعلب الكهربائية لشبكة كاميرات المراقبة، واشارات السير فعطلوها وخربوها، ولم تجد ظاهرة «النكيشة» العلاج الشافي فأمعن «النكيشة» في بعثرة محتويات المستوعبات على ارصفة بيروت وشوارعها واحتلوا الارصفة وحولوها لتخزين المواد، وزادت نسبة عمليات السرقة وسط غياب التدابير لقمع هذه الظواهر وتوقيف المخالفين والسارقين.
وتتساءل الاوساط البيروتية: أين بلدية بيروت المعني الأول بالمعالجة؟ وأين حرس مدينة بيروت من حفظ المرافق والجسور وتسيير الدوريات؟ وأين عمليات قمع ظواهر «النكيشة» والتسوّل والسرقة، وأن السؤال نفسه موجه لكل الاجهزة الامنية المعنية، لأن المدينة مستباحة والحفاظ عليها واجب مقدس لأنها العاصمة حاضنة اللبنانيين على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم.
وختمت الأوساط البيروتية: تجربة حملة النظافة التي اشتركت فيها بلدية بيروت بسلطتيها التقريرية والتنفيذية بالتعاون مع الجمعيات والروابط الاهلية والكشفية وبمشاركة نواب العاصمة تصلح «نواة» لمعالجة كل الظواهر التي تهدد العاصمة، والمطلوب تفعيل العمل ورص الصفوف وتفعيل دور حرس بلدية بيروت بالعناصر الموجودة وعددها لا يستهان به ورجال الاطفاء موجودون والمطلوب توفير العدة والعتاد لأنه «لا يحك جلدك إلا ظفرك»، فهل ستضطلع بلدية بيروت بدورها وتحافظ على بيروت وأهلها وسكانها؟
سؤال برسم محافظ المدينة والمجلس البلدي.