العفن يضرب القمح في مرفأ بيروت


بقلم باسكال أبو نادر

لم يلملم مرفأ ​بيروت​ بعد ذيول آثار الانفجار الكبير الذي عصف به في الرابع من آب 2020، ولا تزال تلك التداعيات مستمرة، آخرها مع كارثة بيئية صحية ستطرق بابه قريباً هي كارثة ​القمح​ والذرة بالأطنان الباقية منهما داخل المرفأ، واليوم يبحث المعنيون عن حلول قبل هطول الامطار وبدء ​الشتاء​ وإصابة المادتين بالعفن الكامل

في التفاصيل وقبل وقوع الإنفجار في ذلك اليوم المشؤوم كانت تتواجد في المرفأ حوالي 45 طنًّا من الذرة والقمح والشعير، أمّا بعده تطايرت أجزاء منها في وقت بقيت البضاعة المتواجدة في الاهراءات من جهة غرب بيروت

تشرح المصادر أن "المواد الباقية ارسلت الى الفحص المخبري (بقرار اتخذ بين وزارتي البيئة والاقتصاد والزراعة) ليتبيّن أنها لا تصلح للإستعمال الإنساني أو الحيواني بفعل الضرر الّذي لحق بالمكان وموجوداته، مضيفة: "يومها تشكلت لجنة من الوزارتين المذكورتين وجامعتي اليسوعية والاميركية شاركوا باجراء الفحوصات مع ممثلين عن السفارة الفرنسية (لأنها أحضرت خبراء من الخارج للمساعدة)"

تشير المصادر الى أن " الامور استمرت دون مخرج طيلة شتاء العام 2020 ولم يتم التوافق على حلّ لهذه المواد. ومع حلول فصل الشتاء وبدء تساقط الأمطار على الحبوب بدأت تصاب بالعفن الّذي تسبب أيضًا بانبعاث روائح كريهة مع دخول الحشرات اليها"، لافتة الى أن "الأمور وصلت الى شركة 
MAN GROUP
 التي حصلت على تمويل من الدولة الفرنسية ل​معالجة النفايات​ العضوية الناتجة عن الانفجار، ووقّعت العقد مع ​الدولة اللبنانية​ في أيار 2021 وبدأت باعداد الدراسات"، وتابع المصادر أن "الشركة الفرنسيّة عادت ووقّعت عقدا مع 
nine inetrnational
 من أجل فرز النفايات بين عضوية وغير عضوية"

"في آب الماضي ومع ارتفاع الحرارة في هذا الوقت من السنة، أُخرجت الحبوب من الاهراءات ووضعت في الهواء الطلق خوفاً من اندلاع ​حرائق​ بفعل عامل الطقس، مشيرة الى أن "حشرات السوس عادت للتكاثر في المكان مع تصاعد في الرائحة الكريهة الّتي تفوح في المكان"

مؤخراً وصلت مراسلة الى وزراة البيئة من ​وزارة الاقتصاد​ الجهّة المسؤولة عن القمح وتتضمّن اقتراحات عدّة، وهي بحسب مصادر في ​وزارة البيئة​ تتضمن "اما التسبيخ وتحويل المواد الى سماد للتربة، أو تحويلها الى حطب يستفيد منه الجيش وإمّا ترحيلها الى الخارج"، مؤكّدة أن "الموضوع الان في عهدة وزير البيئة الذي عليه أن يتّخذ القرار المناسب في هذا الاطار". أما مصادر وزارة الاقتصاد فتؤكّد أننا "في مرحلة جوجلة الأفكار لايجاد الحلّ، وطبعاً نسعى الى ازالتهم قبل الشتاء، مع العلم أن هذه مواد عضوية وعند هطول الأمطار عليها ستتخمّر وتتسبب بعفونة أكبر، وتزداد الروائح الكريهة وتتحلّل، ولكن لا يمكننا حالياً تحديد مدّة لانتهاء للاتفاق والعمل"

في المحصّلة من يمرّ ببيروت، منطقة ​الكرنتينا​ وبالقرب من المرفأ يشتمّ الروائح المنبعثة، بسبب الاهمال والبطء في اتّخاذ القرارات المناسبة بعد مرور وقت طويل على الانفجار، فهل تنجح الحكومة الّمتوقّفة عن العمل في إزالتها قبل ذلك الحين؟