على خشبة تُشبه وطنًا يبحث عن صوته… “وين النص” تُعلن ولادة دفعة جديدة من حلم المسرح

Achrafieh News 📰

جوسلين جريس _ الاشرفية نيوز

في ليلةٍ تنفّست خشبة مسرح الأتينيه – جونيه وهج المسرح الحقيقي، ارتفع الستار عن العرض الذي “يُرفع له القبعة”… “وين النص”، العمل الذي خرج من رحم ورشة مسرحية، ليفاجئ الحاضرين بجماله وعمقه، وبقدرة طلّابه على تحويل الارتباك إلى فنّ، والضياع إلى رسالة.

بحضور لافت لنجوم التمثيل والإخراج والكتابة والسيناريو، ولمجموعة واسعة من الإعلاميين وأهل الصحافة وصنّاع المحتوى، وسيدات ورجال الأعمال وجميلات المجتمع… امتلأت القاعة بعيونٍ تنتظر شيئًا جديدًا، فكان العرض على قدر الترقّب.

“وين النص” — فكرة كتبتها لورا خباز وأخرجتها بروح تُشبهها — غاص في واقع المسرح اللبناني كما هو، بلا تجميل ولا رتوش. أربعة عشر ممثلاً وممثلة من طلاب Maison d’Art اجتمعوا في ورشة حلم، قبل أن يكتشفوا أن مدرّبتهم لارا لم تكتب النص بعد… فيما المستثمر يقترب من أبواب “البروفة”.
من هنا انطلقت الكوميديا السوداء: توتر، اعترافات، أسرار تنكشف، وأسئلة تتقاطع بين الخوف والشغف… ومع كل لحظة، كانت الشخصيات تخلع قناعها وتواجه ذاتها، في مساحة صادقة تُذكّر بمعنى المسرح وهدفه الأول: الحقيقة.

العمل رسم ليلته بمهارة عالية:
ثقة على الخشبة، قدرة جسدية وصوتية تُولد مع ضوء المسرح، مرونة في تجسيد الشخصيات، وفهم عميق لدوافع كل شخصية…
كل هذا صنع عرضًا لا يشبه سوى نفسه، وجمهورًا وقف مُصفقًا لشبابٍ يُمسكون بخيط الحلم من طرفه الأوّل، متجهين نحو مستقبل يحمل فنّهم إلى مساحات أبعد.

المسرحية جاءت بخفّة ممتزجة بصدق الموهبة: كوميديا سوداء بسيطة، محترفة، عفوية وصريحة، قدّمت وجوهاً جديدة تستحق فرصة الوقوف أكثر على الخشبة.

وفي نهاية الأمسية، كان التصفيق طويلاً… رسالة واضحة بأن الجيل الجديد قادر أن يكتب “النص” ولو تأخر، وأن المسرح ما زال قادرًا على التقاط وجع الناس وفرحهم، وصياغته على شكل حياة.

“وين النص”
تأليف وإخراج: لورا خباز
إنتاج وإشراف: Maison d'Art للممثلة فيفيان أنطونيوس
عرض على مسرح الأتينيه – جونية