تطورات مفاجئة تعيد لبنان إلى دائرة الخطر*
دخل لبنان مجدداً في أجواء ميدانية متوترة بعدما تتابعت تطورات مباغتة تمثلت أولاً في الكتاب المفتوح لحزب الله الموجّه إلى الرؤساء الثلاثة، والذي تضمّن موقفاً تصعيدياً ضد خيار التفاوض ورفضاً قاطعاً لقرار حصرية السلاح. وسرعان ما تبعته غارات إسرائيلية وتحذيرات للسكان الجنوبيين، ما أثار الذعر والنزوح الجزئي، ووضع الحكم والحكومة أمام أخطر مرحلة منذ بداية العهد.
⸻
مضمون بيان الحزب: رفض التفاوض والتشبث بالسلاح*
في بيانه، هاجم “حزب الله” مواقف رئيس الجمهورية جوزف عون التي تدعو إلى التفاوض، معتبراً أنها “انزلاق إلى أفخاخ العدو”. وأكد تمسكه بخيار “المقاومة” وحقه في السلاح، رافضاً أي نقاش حوله خارج إطار وطني شامل. كما شدد على أن التفاوض مع إسرائيل “خضوع وابتزاز” يهدد الكيان اللبناني.
⸻
رد رئاسي حازم على التصعيد الإسرائيلي*
عقب الغارات، وصف الرئيس جوزف عون ما قامت به إسرائيل بـ“الجريمة المكتملة الأركان”، مؤكداً أن العدوان يأتي كلّما أظهر لبنان انفتاحاً على الحلول السلمية. وأنهى تصريحه بعبارة لافتة: “وصلت رسالتكم”، في إشارة واضحة إلى رفض الرضوخ للابتزاز الإسرائيلي.
⸻
مجلس الوزراء بين أزمات الجنوب والانقسام الانتخابي*
في ظل التصعيد الأمني، عقد مجلس الوزراء جلسته في بعبدا برئاسة الرئيس نواف سلام بعد لقائه الرئيس عون، حيث جرى استعراض خطة الجيش لحصر السلاح جنوب الليطاني. وشهدت الجلسة سجالاً حول تعديل قانون الانتخاب وحق المغتربين بالاقتراع.
اقتراح سلام القاضي بتعليق المادة 112 وتمديد مهلة التسجيل حتى نهاية السنة نال تأييد 17 وزيراً مقابل معارضة الوزراء الشيعة الخمسة، ما عدّ انتصاراً لحق المغتربين، فيما ينتقل المشروع الآن إلى مجلس النواب.
⸻
ميدانياً: غارات وإنذارات إسرائيلية في الجنوب*
في الميدان، تصاعد التوتر مع توجيه الجيش الإسرائيلي إنذارات إلى سكان بلدات جنوبية بإخلاء منازلهم، عقب سلسلة غارات طالت مناطق بين طورا والعباسية وأدت إلى سقوط قتيل وثلاثة جرحى. وألقى الطيران منشورات تحذر الأهالي من التعاون مع الحزب.
ورغم هذه التطورات، أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن لا نية حالياً لتصعيد شامل، وأن الهجمات تجري بتنسيق مع الجانب الأميركي، في ظل استعدادات لاحتمالات متعددة قد تشمل ردّ “حزب الله”.
