- *عدوان المصيلح: تصعيد نوعي يفتح أسئلة حول النوايا الإسرائيلية*
أعاد العدوان الجوي الإسرائيلي الواسع على منطقة المصيلح، قرب دارة الرئيس نبيه بري، مشهد التصعيد إلى الواجهة، بعدما أدى إلى تدمير أكثر من 300 جرافة وآلية مدنية كانت مخصصة لإزالة الركام في الجنوب.
الهجوم، الذي نفّذ عبر 12 غارة متتالية، خلّف شهيداً وعدداً من الجرحى، وأضراراً جسيمة في الأبنية والبنية التحتية، ما طرح تساؤلات حول توقيته ورسائله بعد اتفاق غزة.
⸻
*بين غزة والمصيلح: الرئيس عون يحذّر من “تعويض النار بالنار”*
رأى الرئيس جوزاف عون أن العدوان الإسرائيلي الجديد يشكّل اختباراً للبنان والمجتمع الدولي، متسائلاً عمّا إذا كان هناك من يسعى إلى “تعويض” نهاية الحرب في غزة بفتح جبهة بديلة في لبنان.
ودعا إلى أن يُعامَل لبنان بمنطق الهدنة الذي ساد في غزة، معتبراً أن استهداف الجرافات والآليات المدنية إنما يرمي إلى عرقلة جهود إعادة الإعمار التي أعلنها الرئيس بري.
⸻
*بري يردّ: العدوان على لبنان كله وليس على المصيلح فقط*
أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن العدوان الأخير “لن يغيّر في الثوابت والمبادئ الوطنية”، مشدداً على أنه ليس استهدافاً لمنطقة محددة بل للبنان بأكمله.
موقف بري عكس محاولة لرفع مستوى الرد السياسي، والتأكيد أن إسرائيل لن تنجح في جرّ الداخل اللبناني إلى انقسام أو تراجع في الموقف الوطني.
⸻
*دعوات لخطة حكومية شاملة وموقف لبناني موحّد*
مصدر سياسي بارز دعا إلى وضع خطة حكومية متكاملة لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية دبلوماسياً وسياسياً، والضغط عبر المحافل الدولية لتطبيق القرار 1701 والالتزام بوقف النار.
وأشار إلى أن التحرك الأميركي والأوروبي لم يُسفر عن نتائج ملموسة، وأن على الحكومة اللبنانية أن تتحرك بفعالية أكبر مستندة إلى دعوة الرئيس عون لأسناد لبنان بنموذج هدنة غزة.
⸻
*حزب الله يطالب بتحرّك عاجل في مجلس الأمن*
في بيان له، استنكر حزب الله العدوان، واعتبره “تعبيراً عن الغطرسة الصهيونية” ونتاج صمت عربي ودولي.
وطالب الحزب الحكومة بالتحرك فوراً وتقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن، مرفقة بحملة دبلوماسية مكثفة، داعياً إلى تضامن وطني شامل في وجه التهديدات الإسرائيلية.
⸻
*تحرّك وزاري ميداني وتنسيق حكومي لدعم الجنوب*
أصدرت وزارة الخارجية بياناً نددت فيه بالعدوان، مؤكدة أنه يعرقل خطة الدولة لحصر السلاح بيد الجيش.
كما زار وزراء الداخلية والأشغال والعمل موقع الغارة، وأعلنوا تضامنهم مع الأهالي. وفي موازاة ذلك، أجرى وزير المال اتصالات من واشنطن لتأمين دعم مالي عبر البنك الدولي لصندوق إعادة الإعمار بقيمة تصل إلى مليار دولار.
⸻
*الاستعدادات الانتخابية تنطلق باكراً في المعسكرات المسيحية*
على الصعيد السياسي الداخلي، بدأت القوى السياسية التحضير للانتخابات النيابية المقبلة في أيار، وسط خلافات مستمرة حول مشاركة المغتربين.
اللافت أن “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” باشرا تفعيل الخطاب الانتخابي وجولات التعبئة الشعبية، في سباق واضح على استقطاب الشارع المسيحي.
⸻
*نواف سلام يتحرك لتثبيت حضوره في الساحة السنية*
كشفت مصادر مطلعة أن رئيس الحكومة نواف سلام بدأ اتصالات مع شخصيات وفعاليات سنّية، في محاولة لبناء قاعدة سياسية خاصة به.
التحرك يوحي برغبة ضمنية في تكوين كتلة نيابية محتملة، وإن كان الحديث عن خوض الانتخابات لا يزال مبكراً.
⸻
*بري يقطع الشك باليقين: الانتخابات في موعدها والقانون ثابت*
نقل زوار عين التينة عن الرئيس بري تأكيده إجراء الانتخابات في موعدها وفق القانون الحالي، داعياً القوى السياسية إلى التوقف عن انتظار التعديلات والبدء بالتحضيرات الجدية.
بري شدد على أن لا نية لعقد جلسة تشريعية لتعديل قانون الانتخاب، ما يعني تثبيت الوضع القائم حتى إشعار آخر.
⸻
*أزمة انتخاب المغتربين: الاتصالات تراوح مكانها*
اللجنة النيابية المكلفة مناقشة اقتراحات تعديل قانون الانتخاب أرجأت اجتماعاتها أسبوعين بانتظار تراجع “القوات” و”الكتائب” عن تعليق مشاركتهما.
لكن بحسب مصادر نيابية، لا تقدم في هذا الملف حتى الآن، والخلافات مستمرة، فيما يُجمع المراقبون على أن الحل لن يكون تقنياً بل سياسياً مرتبطاً بتطورات المرحلة المقبلة.