صدمة بليدا”: جريمة إسرائيلية تشعل التحذيرات من صدام عسكري
لم تكن حادثة بليدا التي أودت بموظف بلدي فجر أمس سوى ترجمة ميدانية لارتفاع منسوب التصعيد الإسرائيلي في لبنان. فالعملية التي نفّذتها وحدة إسرائيلية متوغلة داخل البلدة، اعتُبرت جريمة موصوفة جاءت في سياق الضغوط الميدانية المواكبة للحراك الديبلوماسي الأميركي، بما يشي بمحاولة فرض “سلام بالقوة” بعد تجربة “سلام غزة”. وقد أكدت المعطيات أن وتيرة “تصعيد الخميس” باتت جزءاً من نمط الضغط المستمر على لبنان بهدف تسريع خطة “حصرية السلاح” في يد الدولة، وسط خشية من انزلاق الأمور إلى مواجهة مباشرة بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي.
⸻
تحرّك أميركي وضغوط لقبول إشراك مدنيين في لجنة “الميكانيزم”
كشفت معلومات لـ”النهار” أن المسؤولين اللبنانيين يدرسون بجدّية اقتراحاً يقضي بمشاركة مدنيين لبنانيين في لجنة “الميكانيزم”، على أن يواكب ذلك انسحاب إسرائيلي من النقاط المحتلة في الجنوب. وأفادت المعلومات بأن الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس نجحت في “انتزاع” موافقة أولية على الفكرة خلال لقائها الرؤساء الثلاثة جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام، غير أن القرار النهائي لم يُتخذ بعد، بانتظار مزيد من الدرس والتحسّب السياسي والأمني.
⸻
موقف رئاسي حازم: تصدّي الجيش لأي توغّل إسرائيلي
في ضوء حادثة بليدا، طلب رئيس الجمهورية جوزف عون من قائد الجيش العماد رودولف هيكل “التصدّي لأي توغّل إسرائيلي دفاعاً عن الأراضي اللبنانية وسلامة المواطنين”. وأشار إلى أن الاعتداء الأخير حصل بعد اجتماع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، داعياً إلى تفعيل دورها للضغط على إسرائيل كي تلتزم اتفاق تشرين الثاني الماضي.
⸻
 رسائل ميدانية إسرائيلية: غارات وتحليق فوق بعبدا
تزامن الموقف الرئاسي مع غارات إسرائيلية على محيط بلدة العيشية، مسقط الرئيس عون، وتحليق مسيّرات فوق بيروت وضاحيتها المتاخمة لقصر بعبدا، في ما اعتُبر رسالة تحذيرية مباشرة للسلطة اللبنانية. هذا التصعيد العسكري ترافق مع انتقادات سياسية لبنانية اعتبرتها انتهاكاً فاضحاً للسيادة.
⸻
بري وسلام يردّان: العدوان تجاوز الاستباحة
ندّد الرئيس نبيه بري بالاعتداءات الإسرائيلية على بليدا والعيشية والجرمق، واصفاً إياها بأنها “عدوان على لبنان لا يمكن لجمه بالإدانة”. ودعا إلى وحدة الصف ودعم موقف رئيس الجمهورية. بدوره، رأى رئيس الحكومة نواف سلام أن التوغّل الإسرائيلي واغتيال موظف بلدي هو “اعتداء صارخ على مؤسسات الدولة”، مشدداً على متابعة الاتصالات مع الأمم المتحدة لضمان وقف الانتهاكات وتنفيذ الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية.
⸻
بيان الجيش: خرق سافر للسيادة وطلب تدخل “اليونيفيل”
أعلنت قيادة الجيش أن وحدة إسرائيلية توغّلت فجر أمس إلى داخل بلدة بليدا وأطلقت النار على مبنى البلدية، ما أدى إلى استشهاد أحد موظفيها. ووصفت ما حصل بأنه “عمل إجرامي وخرق سافر للسيادة اللبنانية وانتهاك لاتفاق وقف الأعمال العدائية والقرار 1701”. وطالبت اللجنة الدولية بالإشراف على وقف الانتهاكات الإسرائيلية، فيما تحرّكت جرافة عسكرية لبنانية نحو المنطقة لتثبيت موقع جديد للجيش.
⸻
 غضب شعبي واحتجاج على “اليونيفيل”
شهدت بليدا تحركاً احتجاجياً غاضباً، حيث قطع الأهالي الطريق رفضاً لاقتحام مبنى البلدية من قبل الجيش الإسرائيلي، ومنعوا دوريات “اليونيفيل” من إكمال مسارها، معتبرين أن صمتها تجاه الاعتداءات يجعلها شريكة بالتقصير.
⸻
 الرواية الإسرائيلية: “استهداف بنية إرهابية لحزب الله”
اعترف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بقتل الموظف في البلدية، مدعياً أن المبنى كان يُستخدم “لبنية تحتية إرهابية لحزب الله تحت غطاء مدني”، وأن إطلاق النار تم بعد “رصد تهديد مباشر”. وأضاف أن التحقيق لا يزال جارياً، فيما تواصل إسرائيل شنّ غارات على مناطق جنوبية بينها الناقورة والجرمق والخردلي.
⸻
استحقاق انتخابي: التحضيرات لمشاركة المغتربين
على خط موازٍ، باشرت وزارتا الداخلية والخارجية اجتماعات اللجنة المشتركة تمهيداً لعرض قرار حكومي حول قانون الانتخاب في جلسة مجلس الوزراء المقبلة. وأكد الوزيران أحمد الحجار ويوسف رجي أهمية احترام المهل القانونية وضمان مشاركة اللبنانيين في الاغتراب، تعزيزاً لثقة المواطنين بالعملية الانتخابية وشفافيتها
 
