رضوان عقيل-"النهار"
تتصاعد وتيرة الضغوط الإسرائيلية على لبنان، والتي لا تنفك تشدد على نزع سلاح "حزب الله" وتسليم كل ترسانته من الصواريخ والمسيّرات إلى الجيش.
لم تتوقف أصوات أميركية وغربية مؤثرة في دوائر القرار في عواصمها عن انتقاد المسؤولين في لبنان واتهامهم بالسكوت والتفرج على "تمادي حزب الله" والغرق في سياسة المراوحة حيال ملف السلاح.
وقد حضرت الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت وجالت على الرؤساء الثلاثة وأثارت معهم عدم تجاوب "حزب الله" في بت مصير سلاحه، رغم أن آلة الحرب الإسرائيلية مستمرة في ملاحقة الكوادر العسكرية في صفوف الحزب واستهداف مواقعه في الجنوب والبقاع.
وما يقلق واشنطن، بناء على تقارير إسرائيلية، أن الحزب لم يتوقف عن ترميم قدراته العسكرية، وما زال يأتي بالسلاح عبر سوريا، رغم أن مفاتيح السلطة أصبحت مع إدارة الرئيس أحمد الشرع الذي لا تتهاون أجهزته الأمنية مع الحزب.
وتفيد جهات أمنية لبنانية أنه بات صعبا أن يتمكن الحزب من تهريب أي كميات من السلاح بعد حربه الأخيرة مع إسرائيل وانهيار نظام بشار الأسد. ولا يختلف موقف واشنطن هنا عن تحذيرات غربية وعربية، ولم ينقصها إلا القول إن "تفرّج إسرائيل على هذا المشهد يشارف النهاية" ما لم تتخذ خطوات حقيقية ضد الحزب. وتغمز من قناة الجيش اللبناني بأنه لا ينفذ مندرجات المهمة المطلوبة منه حتى في جنوب الليطاني، رغم الجهود التي يبذلها جنوده في هذه المنطقة، وهم 10 آلاف عسكري يعملون في ظروف صعبة وبآليات متواضعة مع تضييق إسرائيلي مفتوح عليهم.
وعلى خط ما تحمله أورتاغوس ومدير المخابرات المصرية حسن رشاد وقبلهما الموفد توم برّاك، تفيد المعلومات أن إسرائيل لم يعد يهمّها إلا تحقيق مسألة واحدة هي إبرام اتفاق أمني مباشر مع لبنان بواسطة الجيشين لترتيب الأمر على حدود الجهتين، مع تشديد تل أبيب على "عدم السكوت" عن إبقاء السلاح في يد الحزب.
ويقول مراقبون، في معلومات مستقاة من المسؤولين الأميركيين، إن هؤلاء يدعون إلى اتفاق أمني وتفاوض مباشر، وهذا ما أعلنه من دون قفازات السيناتور الأميركي ليندسي غراهام، مع التذكير باتفاق الهدنة عام 1949 الذي تم بمشاركة ضباط إسرائيليين ولبنانيين، أو اتباع الطرفين أسلوب مفاوضات "الكيلو 101" بين مصر وإسرائيل عقب حرب أكتوبر 1973.
وإذا توصلت إسرائيل إلى اتفاق أمني مع لبنان، فهي بحسب جهات ديبلوماسية لا تريد إبرام اتفاقات سلام أو تطبيع ولا فتح سفارة لها في بيروت، لأنها تعرف سلفا الحواجز التي تمنع تحقيق هذا الأمر.
ويعلّق ديبلوماسي لبناني سابق، بأن توجه إسرائيل الحقيقي وما تريد تطبيقه على أرض الواقع في هذا التوقيت هو تثبيت اتفاق أمني مع لبنان. ووسط زحمة الوفود الديبلوماسية إلى بيروت تبقى الأنظار على الديبلوماسبة الأميركية وما إذا كانت تتلاقى مع أداء حكومة بنيامين نتنياهو، علما أن واشنطن لا تريد تصعيدا في لبنان والعودة إلى نيران الحرب القاسية على الجميع.
