ليست الإنسانية فعلًا يُروى، بل نَبضًا يُرى.
في عالم يزدحم بالصور والشعارات، اختار سام سعد أن يجعل من الفرح رسالةً حقيقية، وأن يصنع لحظةً إنسانية لا تُشبه إلّا قلبه. بدعوته مجموعةً من الأطفال، بينهم أصحاب الإرادة الصلبة، نظّم احتفالًا صغيرًا حمل في تفاصيله ما هو أكبر من أي مشهد كبير.
جمعهم حوله بمحبة، جلس إلى جانبهم لا أمامهم، وشاركهم الضحكة والغناء وكلماتٍ بسيطة تشبه صدقه. لم يكن في اللقاء استعراض ولا إعدادٌ مبالغٌ فيه، بل حضور يشبه الفطرة، حضورُ إنسانٍ يعرف أنّ الفرح الحقيقي لا يُمنَح، بل يُخلَق حين تقترب القلوب من بعضها.
وهناك، في أحد فروع Burger King، تحوّل اللقاء إلى مساحة دفءٍ وصدقٍ صافية، اجتمع فيها الأطفال والإعلام والفن على طاولةٍ واحدة. كانت البساطة لغتهم، وكانت الإنسانية عنوان الأمسية التي صنعها سام بيديه وبقلبه قبل أي شيء.
إنسان قبل كلّ شيء
سام سعد ليس من الذين يرفعون شعارات، بل من الذين يعيشونها. في بساطته ما يجعل الناس يقتربون، وفي هدوئه ما يجعلهم يثقون. لا يتكلّف الظهور ولا يتكلّف الغياب، لأنّه يعرف أنّ القيمة الحقيقية تُقاس بالقلوب لا بالمنصّات. كلّ فعلٍ منه، ولو صغير، يحمل فكرة أكبر منه: أنّ الاحترام لا يُفرَض بالقوّة، بل يُكتسَب بالطيبة.
لحظة تساوي ألف خطاب
كان الأطفال سعداء بطريقة لا تحتاج إلى شرح: وجوههم مضيئة، ضحكاتهم تملأ المكان، وأعينهم تلمع بفخر غير معلن. شعروا أنّهم مرئيّون، محبوبون، ومقبولون كما هم. وفي المقابل، بدا سام مرتاحًا كمن وجد نفسه بينهم، لا بدافع مسؤولية، بل من شغفٍ بالناس والحياة. وهنا يكمن الفرق بين من يفعل الخير ليُذكَر، ومن يفعله لأنّه لا يستطيع العيش بدونه.
حضور يعبّر أكثر من الكلمات
كان للمبادرة رونق خاص بوجود الإعلاميين والصحافيين الذين لبّوا دعوته لمشاركة الأطفال فرحهم. لم يكن المشهد مجرّد تغطية صحفية، بل مشاركة في فعلٍ إنسانيّ صادق. توافدت الكاميرات، لكن العدسات لم تسرق الوهج من المضمون، فالمشهد ظلّ أكبر من الصورة، لأنّ صدق اللحظة أقوى من أي عدسة.
كما حضر الممثل القدير سعد حمدان الذي شارك الأطفال ضحكاتهم وأحاديثهم، ليؤكد أنّ الفن الحقيقي يبدأ من لمسة إنسانية، لا من مشهد تمثيلي.
كلمة من القلب
في ختام الاحتفال، توجّه سام سعد بكلمة شكرٍ للإعلاميين والصحافيين الذين واكبوا المبادرة، معتبرًا أنّ الكلمة الصادقة شريك أساسي في أي عمل يحمل الخير. وأكّد أنّ مهرجان IDAFA ما كان ليستمرّ أو يترك أثره الإنساني لولا دعم الإعلام الشريف والصحافة المسؤولة التي تؤمن بالرسالة قبل العنوان.
قال إنّ الإعلام النزيه هو الجسر الذي يعبر عبره الضوء، وإنّ ما يحدث حين تجتمع النية الطيبة مع الكلمة المسؤولة، هو ما يصنع الأثر الجميل الذي يبقى.
المعنى الحقيقي للإنسانية
ذلك اليوم لم يكن مجرّد نشاط ترفيهي، بل ترجمة حيّة لمعنى التواضع حين يصبح فعلًا. فأن تترك أثرك في قلوب الآخرين من دون ضجيج، يعني أنّك فهمت المعنى الحقيقي للإنسان. هؤلاء الأطفال خرجوا من المكان بضحكة أطول من النهار، وسام خرج مبتسمًا كمن أخذ حصّته من الفرح عبرهم.
في النهاية،
الإنسانية ليست مشروعًا كبيرًا يُعلن عنه، بل لحظة صدق تُمارَس ببساطة وتُحسّ من بعيد.
وهذا ما فعله سام سعد… حين اختار أن يُفرح القلوب، لا بالكلام، بل بالفعل والحضور.

.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)



