تشويش المشهد اللبناني وسط مخاوف من عملية إسرائيلية وشيكة*
تبدو معالم الوضع اللبناني محكومة بتشويش كبير، إذ يصعب الجزم بما قد يشهده لبنان من تطورات داخلية أو خارجية في ظل تصاعد المخاوف من عملية إسرائيلية واسعة وشرسة قد تنفجر في أي لحظة. فالتقديرات تشير إلى أن التوقيت بات بيد إسرائيل وحدها، فيما تتزايد التكهنات مع كل يوم بأن العدوان قد يقترب، وسط عودة الحديث عن استعدادات لبنان للتفاوض مع إسرائيل، من دون إطار واضح أو مضمون عملي جدي. وتبرز مشاورات متوقعة بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة نواف سلام ورئيس المجلس نبيه بري، في محاولة لإعادة إحياء فكرة التفاوض كوسيلة لتجنب الحرب، خاصة مع اقتراب زيارة البابا لاوون الرابع عشر للبنان في نهاية تشرين الثاني المقبل.
تحركات دبلوماسية أميركية قبل زيارة البابا*
تحدثت معلومات عن وصول مرتقب للموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت بعد زيارة لإسرائيل، للمشاركة في اجتماع هيئة الإشراف على اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل (الميكانيزم)، المقرر عقده الأربعاء المقبل. وتأتي هذه الزيارة ضمن مساعٍ دبلوماسية مكثفة تهدف إلى ضبط التوتر وتفادي الانزلاق نحو مواجهة عسكرية مفتوحة.
لقاء نواف سلام مع البابا لاوون الرابع عشر في الفاتيكان*
في خضم الأجواء المتوترة، برز لقاء رئيس الحكومة نواف سلام مع البابا لاوون الرابع عشر في الفاتيكان، ضمن التحضيرات للزيارة البابوية إلى لبنان. وأكد سلام بعد اللقاء أن اللبنانيين ينتظرون الزيارة بفرح، فيما جدد البابا تضامنه مع لبنان ومع الشعب الفلسطيني في محنته. وشدد سلام على أن “السلام في المنطقة لا يقوم إلا على العدل وعلى حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة”.
زيارة المؤسسات المارونية وحادث عرضي*
تابع سلام زيارته إلى روما حيث زار المدرسة المارونية والمعهد الماروني المريمي، مطلعًا على مكتباتهما ومخطوطاتهما النادرة. وسُجل حادث سقوط للسيدة سحر بعاصيري، زوجة الرئيس سلام، بعد المقابلة مع البابا، ما أدى إلى كسر في ذراعها ونقلها إلى أحد مستشفيات روما، على أن يعود الزوجان اليوم إلى بيروت.
تصعيد سياسي بين بري والأكثرية النيابية حول قانون الانتخاب*
على الصعيد الداخلي، تتجه الأنظار إلى الخلاف المتصاعد بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وقوى الأكثرية الداعمة لتعديل قانون الانتخاب بما يسمح باقتراع المغتربين لكامل النواب الـ128. ويتوقع أن تتزايد حدة التوتر مع تمسك بري بموقفه الرافض للتعديل، معتبراً أنه يمسّ بطائفة بعينها. وقد أثارت مواقفه موجة انتقادات حادة من الكتل المعارضة التي لوّحت بمقاطعة الجلسة التشريعية الثلاثاء المقبل، معتبرة أن بري يخرق الدستور ويسيء إلى قواعد العمل البرلماني.
مواقف نيابية متباينة إزاء الجلسة التشريعية*
أعلن النائب فيصل الصايغ أن الهدف من تعديل القانون ليس استهداف أي فريق بل تحقيق المساواة بين اللبنانيين المقيمين والمغتربين، مؤكداً أن اقتراح الـ6 نواب المغتربين لم يعد مطروحاً، وأن الحكومة تدعم خيار الاقتراع الشامل. وأوضح أن كتلة “اللقاء الديمقراطي” ستصوّت لصالح الاقتراح إذا طُرح، فيما حذّر من أن عدم التعديل قد يؤدي إلى تعطيل الانتخابات. بالمقابل، شدد النائب هاشم على أن جدول أعمال الجلسة المقبلة يتناول ملفات أساسية أبرزها إعادة الإعمار، وأن قانون الانتخاب ليس من ضمن الأولويات.
غارات إسرائيلية متواصلة واستهداف قيادي في حزب الله*
ميدانياً، تواصلت الغارات الإسرائيلية على مناطق جنوب لبنان، حيث استهدفت طائرة مسيّرة سيارة قرب المدرسة الرسمية في بلدة حاروف، ما أدى إلى استشهاد شخص وإصابة آخر بجروح. وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل زين العابدين حسين فتوني، القيادي في منظومة الصواريخ المضادة للدروع التابعة لـ”قوة الرضوان” في حزب الله. كما أُلقيت قنبلة صوتية في محيط بلدية بليدا، فيما استمر التحليق المكثف للطيران التجسسي الإسرائيلي من الجنوب حتى الضاحية الجنوبية لبيروت وصولاً إلى بعلبك
