*حركة ديبلوماسية مكثّفة لتجنّب الانفجار الميداني*
تشهد الساحة اللبنانية حركة ديبلوماسية ناشطة بين بيروت وتل أبيب، في محاولة حثيثة لتفادي تدهور ميداني واسع قد يتجاوز الغارات الإسرائيلية المتواصلة إلى عملية عسكرية كبرى. وتزامنت الزيارات بين المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، ورئيس الاستخبارات المصرية اللواء حسن رشاد، والمنسّقة الخاصة للأمم المتحدة جينين هينيس- بلاسخارت، في مشهد يعكس تعبئة إقليمية ودولية لمنع تفجير الوضع اللبناني. وتُجمع الأوساط الرسمية على أن التنسيق بين واشنطن والقاهرة والأمم المتحدة يهدف إلى احتواء التصعيد، ولو عبر رسائل تحذير مبطّنة من مغبة توسّع المواجهة.
⸻
📌 زيارة البابا تطمئن الأوساط اللبنانية
في موازاة التصعيد الأمني، شكّل الإعلان الرسمي من الفاتيكان عن زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان بين 30 تشرين الثاني و2 كانون الأول 2025، بارقة أمل وطمأنينة في الأوساط السياسية. فالتأكيد على الزيارة أتى بمثابة مؤشر إلى ثقة الفاتيكان باستقرار الوضع اللبناني النسبي، رغم القلق المتصاعد من احتمالات الحرب. وتعتبر هذه الزيارة حدثاً مفصلياً يبعث برسالة دعم روحي ودولي إلى لبنان في مرحلة حساسة من تاريخه.
⸻
📌 التحرك المصري: وساطة وتحذير دبلوماسي
مهّد السفير المصري علاء موسى لزيارة رئيس الاستخبارات اللواء حسن رشاد، مؤكداً أن مصر تتحرك “كصديق للبنان” لوقف الخروقات الإسرائيلية والتوصل إلى معالجة جذرية للأزمة. وأوضح موسى أن القاهرة تسعى للبناء على “زخم اتفاق وقف إطلاق النار في غزة” لتوسيع مساعي الاستقرار إلى الساحة اللبنانية. وأكد أن الرسائل المصرية ليست تهديدية بل “تحوّطية”، داعياً إلى الاستفادة من المناخ الدولي الداعم للتهدئة. كما شدّد على دعم مصر لنهج الرئيس جوزف عون ومقاربته الواقعية في إدارة الأزمة.
⸻
📌. الأمم المتحدة بين بيروت وتل أبيب
في السياق نفسه، بدأت المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس- بلاسخارت، زيارة إلى إسرائيل ضمن مشاوراتها الدورية بشأن تنفيذ القرار 1701، ووقف الأعمال العدائية على الحدود. ومن المتوقع أن تطرح بلاسخارت ملف الغارات الإسرائيلية الأخيرة وتداعياتها على الاستقرار الحدودي، في إطار التنسيق مع الأطراف المعنية للحفاظ على خطوط الهدنة.
⸻
📌. اشتباك سياسي حاد حول قانون الانتخاب
على الصعيد الداخلي، تصاعدت معركة اقتراع المغتربين إلى مستوى غير مسبوق من المواجهة بين الكتل النيابية، خصوصاً بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزبي “القوات اللبنانية” و“الكتائب”. وبلغت المواجهة حدّ “كسر الأذرع” السياسية بعدما أعلنت كتل نيابية عدة مقاطعتها للجلسة التشريعية التي دعا إليها بري، ما يُنذر بتعطيل جديد في مسار العمل البرلماني.
⸻
📌. “القوات اللبنانية” تتهم بري بتجاوز الدستور
رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع وجّه انتقادات حادة إلى رئيس المجلس نبيه بري، معتبراً أنه “يضرب عرض الحائط” بالدستور وبإرادة الأكثرية النيابية التي وقّعت على اقتراح قانون معجّل مكرّر لإلغاء المادة 112 من قانون الانتخاب. ودعا جعجع النواب إلى مقاطعة الجلسة التشريعية، مؤكداً أن اللبنانيين يتطلعون إلى قيام دولة فعلية تُدار وفق الدستور، بعيداً عن السلاح غير الشرعي والممارسات التي تعيق المؤسسات.
⸻
📌. حزب الكتائب يرفض “مصادرة إرادة اللبنانيين”
بدوره، اعتبر المكتب السياسي لحزب الكتائب أن رفض بري إدراج اقتراح قانون اقتراع غير المقيمين على جدول أعمال الجلسة التشريعية “تعدٍّ على الدستور وإرادة النواب والشعب”. وأعلن الحزب مقاطعة الجلسة، رافضاً تصريحات بري التي رأى فيها أن إعادة طرح قانون الانتخاب “تهدف إلى عزل طائفة”، معتبراً هذا الكلام “خطيراً ومرفوضاً شكلاً ومضموناً”
