“سرقة القرن”.. الحمض النووي يقود لكشف منفذي عملية اللوفر


في واحدة من أكثر السرقات جرأة في تاريخ باريس، تمكنت الشرطة الفرنسية من إحراز تقدم كبير في قضية السطو على متحف اللوفر بعد أسبوع من وقوعها


وأفضت التحقيقات المعمّقة إلى توقيف شخصين في الثلاثينيات من عمرهما، بفضل تحليل الحمض النووي والأدلة التقنية التي تركها اللصوص وراءهم خلال فرارهم، بحسب محطة “بي.إف.إم” التلفزيونية الفرنسية.

وتواصل السلطات البحث عن شريكين آخرين يُعتقد أنهما شاركا في العملية التي هزّت باريس وأثارت الرأي العام العالمي، فيما أوقفت الشرطة شخصين يشتبه بتورطهما في عملية السطو التي وقعت في 19 أكتوبر الجاري.


والموقوفان، وهما في الثلاثينيات من العمر، معروفان لدى أجهزة الشرطة والعدالة، وتم وضعهما قيد التوقيف الاحتياطي بينما تستمر التحقيقات


وتبحث السلطات كذلك عن شخصين آخرين يُعتقد أنهما شاركا في تنفيذ هذا السطو “الاستثنائي”، الذي أثار صدمة في الأوساط الثقافية الفرنسية والدولية.

وخلال فرارهم من موقع الجريمة، ترك اللصوص خلفهم كمّاً هائلاً من الأدلة والعينات، كان لها الدور الحاسم في تحديد هويات المشتبه بهم، فقد عُثر في مكان الحادث على آثار حمض نووي وبصمات أصابع تم تحليلها بسرعة في مختبرات الشرطة العلمية؛ ما سمح للمحققين بتتبع الجناة المحتملين في وقت قياسي.

ومن بين الأدلة التي جمعتها الشرطة: خوذة دراجة نارية تم فحصها بدقة بحثاً عن شعر أو لعاب يمكن استخراج الحمض النووي منه، إضافة إلى عبوة بنزين يعتقد أنها كانت معدّة لإحراق المصعد المستخدم في العملية، ومنشاران كهربائيان لكسر واجهات العرض الزجاجية، وسترة صفراء، وجهاز اتصال لاسلكي، وقفاز، وموقد لحام.

وفي المجموع، تم رفع 150 عينة من الحمض النووي والبصمات من مكان الجريمة.


من جانبها، قالت ماجالي رابوزي، ممثلة النقابة الوطنية للشرطة العلمية، إنّ: “التعرف إلى الجناة قد يتم خلال ساعات فقط، إذا كانت بياناتهم مسجّلة مسبقًا في قاعدة البيانات”, بحسب ما نقلت محطة “فرانس.إنفو” التلفزيونية الفرنسية.

وخلال الهروب السريع، ارتكب اللصوص عدة أخطاء كشفت عن قلة احترافهم؛ فقد أسقطوا أحد المجوهرات المسروقة، وتخلّوا عن الرافعة التي استخدموها للوصول إلى داخل المتحف.


وقال الفرنسي فريديريك بلوكان، مؤلف كتاب “انعدام الأمن: كفى من الانحدار”: “حالة التوتر التي ظهرت على اللصوص عند مغادرتهم الموقع، وسرعتهم في النزول وفقدانهم بعض المسروقات، كلها مؤشرات على أنهم أشخاص شبه محترفين.”

ووفقاً للمحطة الفرنسية، فإن العنصر الحاسم الآخر في التحقيق كان كاميرات المراقبة المنتشرة في شوارع باريس وضواحيها، فقد تمكنت فرق مكونة من 100 محقق من إعادة تتبع مسار المشتبه بهم عبر تسجيلات الفيديو؛ ما سمح بتحديد المناطق التي لجأوا إليها بعد السطو.


وبينما تتواصل عمليات البحث عن الفارين، تؤكد مصادر أمنية أن فك لغز هذه السرقة بات مسألة وقت فقط، خاصة مع الكمّ الكبير من الأدلة التقنية المتوفرة لدى المحققين