بالرغم من الكباش المستمر بين القوى السياسية اللبنانية حول قانون الانتخاب وبالتحديد حول آلية انتخاب المغتربين، فإن معظم الأحزاب باشرت الاستعداد للاستحقاق النيابي المفترض اجراؤه في أيار 2026.
وكان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أول من أعلن الاستنفار ودعا ماكيناته لإطلاق عملها وبقوة باعتبار أن التحدي أمامه في الانتخابات المقبلة كبير، فهو صاحب أكبر كتلة نيابية في مجلس النواب وأكبر كتلة مسيحية سيحاول الحفاظ على المرتبة الأولى. ولم يعد خافيا أن عنوان معركته سيكون بشكل أساسي محاولة كسر تمثيل "الثنائي الشيعي" (أمل وحزب الله) للطائفة الشيعية والسعي لتحصيل نواب شيعة ضمن كتلته وبخاصة في دائرتي بعبدا وجبيل كما في بعلبك الهرمل.
وتستبعد مصادر معنية بالملف أن ينجح جعجع في مسعاه هذا "رغم كل الجهود المضنية التي بدأها، واعتباره أن التطورات التي شهدها الشارع الشيعي ولبنان ككل منذ أيلول 2024 قد تسمح بتغيير التوازنات البرلمانية". وتضيف المصادر لـ "الديار":"الحرب الاسرائيلية الأخيرة على لبنان والتي تستمر بأشكال شتى تؤدي الى تكاتف شيعي غير مسبوق وبالتالي فان الأكثرية الساحقة من شيعة لبنان سيصوتون مجددا لنواب "الثنائي الشيعي" لإدراكهم بأن تشتيت أصواتهم سيضعفهم أكثر فأكثر".
وتتساءل المصادر: "هل أصلا القوى الخارجية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية جاهزة لخوض مغامرة كالاتيان برئيس لمجلس النواب من خارج الأكثرية الشيعية وألا يشكل الرئيس نبيه بري اليوم ضمانة أكثر من أي وقت مضى لمواصلة لبنان تنفيذ القرارات الدولية وعنصرا أساسيا يحافظ على الاستقرار الداخلي؟!
بولا مراد - "الديار"
