دماؤنا تُسفك.… وغازنا يُنهب!



دماؤنا تُسفك.… وغازنا يُنهب!
د.ليون سيوفي 
باحث وكاتب سياسي
أيّها اللّبناني العظيم ، افتح عينيك جيداً...
منذ أن وُجد النّفط والغاز في منطقتنا، لم يعد الإنسان سوى رقمٍ على لائحة الموتى. ألعراق دُمّر ليُنهب نفطه، ليبيا أُحرقت ليُقسم بترولها، سوريا شُطّرت ليُسيطروا على غازها، ولبنان تُرسم له حدوده البحرية ليُباع غازه بثمنٍ بخسٍ، وغزّة تُباد كلّ يومٍ فقط لأنّ تحت بحرها كنزٌ يريدونه لأنفسهم.
غزّة… ألجريمة الفاضحة ، هل فهمتم لماذا يُقتل أطفال غزّة وتُقصف منازلها فوق رؤوس ساكنيها؟
إنه ليس “أمناً لإسرائيل” ولا “حرباً على الإرهاب”، بل حرب على الغاز. ألاحتلال يريد أن يستولي على ثروات البحر، فيحاصر شعباً بأكمله ويحوّله إلى جحيمٍ كي يُخضع المقاومة ويُحكم سيطرته على حقول الغاز.
ألسّياسيون الخونة شركاء بهذه الجريمة. 
لكن اسمعوا الحقيقة الأشدّ مرارة، ألغرب ينهبنا، نعم… لكنّه ما كان ليفعل ذلك لولا السياسيّين الخونة في الدّاخل، سماسرةٌ على شكل رؤساءٍ ووزراءٍ ونوّابٍ وأحزابٍ يهرولون وراء أيّ مبعوثٍ اجنبيٍّ، يوقّعون على أوراق الاستسلام، ويبيعون الغاز والنّفط كما باعوا الكرامة والسّيادة. هؤلاء ليسوا رجال دولة، بل عبيد أوامر، يرضخون للغرب ويتركون شعبهم في الجوع والفقر.
ألشّعب أقوى من الغاز والنّفط، هؤلاء الخونة يريدون إقناعنا أنّ القبول بالذّلّ هو “إنقاذ اقتصادي”، وأنّ الرّضوخ للغرب هو “حكمةٌ سياسيّة”. أيّ حكمةٍ هذه الّتي تُفقدنا سيادتنا وتُهدر دماءنا؟!
ألشّعب الّذي يصمد في غزّة تحت القصف، والشّعب الّذي صمد في لبنان رغم الحروب، لن يرضى أن يُسلب حقّه وهو حيّ.
آن الأوان لصرخةٍ مدويّة....لا غاز ولا نفط فوق دمائنا.
ألثّروات يجب أن تكون للشّعب، لا للشّركات ولا للاحتلال ولا لسياسيين خونة.
من يبيع ثروة وطنه، يبيع الإنسان نفسه… ومكانه ليس على كرسيّ الحكم، بل أمام محكمة التّاريخ والشّعب.