دمشق تحمّل قسد مسؤولية انهيار المحادثات وتؤكد التزامها بوحدة سوريا


ذكر موقع "روسيا اليوم"، أنّ الأخبار ما كادت تتوارد من دمشق عن فشل الجولة الثانية من المفاوضات بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية " قسد" بشأن تطبيق اتفاقية العاشر من آذار الماضي، حتى عاد الفريقان مجددا للاحتكام إلى السلاح حيث اندلعت بينهما الاشتباكات على محور قريتي الإمام ورسم الكروم في ريف دير حافر شرق حلب إثر محاولة تسلل قامت بها مجموعات تابعة لقسد باتجاه نقاط الجيش في المنطقة وفقاً للرواية الرسمية السورية. 
 
ويرى المحلل السياسي فهد العمري أن قسد فشلت في الإبقاء بالتزاماتها التي كانت قد وقعت عليها في اتفاقية العاشر من آذار الماضي والتي نصت في حينه على حل هيكلها العسكري القائم على وجود غالبية كردية والإنضواء ضمن صفوف الجيش السوري الجديد ووضع إدارة مدن شمال شرق سوريا تحت تصرف الحكومة السورية . 

وشدد العمري على أن الحكومة السورية الحالية قد أقرت وبشكل نهائي وقاطع منح الاكراد السوريين حقوقهم الثقافية على النحو الذي كانوا يطالبون به تاريخياً لكن هؤلاء لا زالوا مصرين على تأويل مختلف للإتفاقية بحيث يكون اندماجهم في الجيش ضمن كتلة مستقلة قائمة بحد ذاتها الأمر الذي ينذر بتدهور الأمور إلى حرب مفتوحة لن تكون في صالحهم في نهاية المطاف على إعتبار أن الغالبية الساحقة من الشعب السوري تنظر إليهم كانفصاليين يهمون بتقويض مشروع الدولة الواعدة على حد وصف العمري. 

وأضاف بأن الحكومة السورية قد رسمت خلال الجولة الثانية من المباحثات خطوطها الحمراء التي ترفض بشكل قطعي أية محاولة لتقسيم البلاد الأمر الذي شكل وفق العمري ضربة قاصمة لمشروع قسد الذي يطالب بالفيدرالية للمناطق التي تسيطر عليها في شمال شرقي البلاد مشيراً إلى أن المبعوث الأميركي توماس براك والذي حضر النقاشات، وجد نفسه في موقع دفعه إلى فض الخلاف الذي كاد يتطور إلى أكثر من ذلك حين طالب الطرفين بالتزام الرصانة في النقاش وتحكيم الهدوء. 

ولفت المحلل السياسي إلى أن قسد لمست جانب الغضب عند وفد حكومة دمشق حين طالبتها بتعديل الإعلان الدستوري بالتزامن مع رفضها تسليم المناطق التي تسيطر عليها في شمال شرق البلاد والتي تضم ثروة سوريا النفطية والغازية و سلة غذائها التي يعد القمح المورد الأهم فيها فضلاً عن رفضها تسليم المعابر الحدودية الى الحكومة السورية. 

وأشار العمري إلى ارتياح دمشق لموقف براك الذي حمل قسد علانية مسؤولية تعثر المفاوضات وطالبها بسلوك طريق دمشق كسبيل وحيد لحل المشاكل بينهما مؤكداً أن هذا الموقف سيصرف دعماً للحكومة السورية في سبيل توحيد البلاد وقطع الطريق على المشاريع الانفصالية الأخرى داخل البلاد والتي تترقب ما ستؤول إليه المفاوضات مع قسد من أجل أن تبني على الشيئ مقتضاه فيما يخص حظوظها في الابتعاد أكثر عن الحكومة المركزية في دمشق . 

وختم العمري حديثه بالإشارة إلى أن دمشق تفضل حلا سلمياً للخلاف مع قسد ولا تضمر أية نوايا غير بناءة في سبيل الوصول إلى هذا الحل لأنها ليست في وارد اشغال نفسها بحروب بينية داخل الوطن الواحد قد تأتي على أحلام توحيده خاصة وأنها تحظى اليوم باعتراف دولي واسع وجب على قسد أن تلحظه قبل الإستمرار في موقفها المستعصي.

 (روسيا اليوم