“كلّنا مقاومة… فلماذا لا نتّحد؟”
د. ليون سيوفي – باحث وكاتب سياسي
مرشّحٌ سابق لرئاسة الجمهورية
في وطنٍ يعيش على فوّهة حربٍ، وفي جمهوريةٍ تترنّح بين الحصار والتّهميش والانهيار، يتجلّى وجهٌ مشرقٌ وسط العتمة، ألمقاومة ليست بندقيةً فقط، بل موقف.
وكلّ مواطنٍ لبنانيّ، مهما كان موقعه، هو مقاومٌ بطريقةٍ ما.
ألمزارع الّذي يتمسّك بأرضه رغم الحرمان،
ألشّاب الّذي يرفض الهجرة،
ألمواطنة التي تُصوّت بوعي،
ألمثقّف الّذي يواجه بالكلمة،
كلّهم مقاومون… وإن لم يحملوا السّلاح.
ما ينقصنا ليس الشّجاعة، بل الوحدة.
نحن لا نعاني من قلّة المقاومين، بل من تشظّي الإرادة.
كلُّ طرفٍ يقاوم وحده، بصوته، بكبريائه، بصموده، لكن من دون رابطٍ جامع يوحّد الطّاقات.
والسّؤال الكبير الّذي يصرخ في الضّمائر، ماذا ننتظر لنتّحد؟
هل ننتظر صفقةً دوليةً تُنهي ما تبقّى من سيادتنا؟
أم ننتظر أن يُفرض علينا دستورٌ جديدٌ يرسمه الخارج؟
أم ننتظر حرباً لا تُبقي لنا صوتاً ولا كياناً؟
ألاتحاد هو المقاومة الأسمى.
ألمقاومة، حين تكون فرديةً، تبقى صرخةً.
لكنّها حين تصبح جماعيةً، تتحوّل إلى قوّةٍ لا تُقهر.
فلنتذكّر نحن لسنا فقط مجتمعاً منقسم الطّبقات والطّوائف، نحن شعبٌ من المقاومين الصّامتين، ننتظر من يوحّدنا خلف رايةٍ واحدة"كرامة لبنان".
رسالتي إليكم...
إلى كلّ مواطنٍ لا يزال يؤمن أنّ هذا الوطن يستحقّ الحياة، لا تنتظر الإذن لتقاوم، ولا تخف من أن تُسمّى حراً. كن أنت صوت الوحدة… فحين يتّحد المقاومون، تسقط كل المؤامرات.
ولنتذكّر معاً...
كلّنا مقاومة… لكنّ اتّحادنا وحده هو النّصر.