رغم اختتام الدورة العشرين من مهرجان “موازين – إيقاعات العالم” في الرباط، لا تزال تداعيات حفل الفنانة شيرين عبد الوهاب تثير جدلاً واسعاً، بعدما وُصفت سهرتها بـ”الفضيحة الفنية” من قبل قطاع كبير من الجمهور المغربي، الذي احتج على استخدامها تقنية “البلاي باك” خلال الغناء.
الجمهور الذي دفع ثمن تذاكر مرتفعة، صُدم منذ بداية الحفل بعدم الغناء المباشر، ما دفع البعض للهتاف مطالبين بـ”صوتك… صوتك”، في إشارة لرغبتهم في سماع صوت شيرين الحي لا تسجيلًا. وزاد الغضب تأخّر صعودها إلى المسرح، وتداول أنباء تفيد بأنها طلبت الحصول على أجرها نقدًا قبل بدء السهرة، وهو ما يتنافى مع ما ورد في العقد، بحسب مصادر من داخل المهرجان.
كما أثار مظهر شيرين على المسرح انتقادات وُصفت بعدم احترام الجمهور، بينما دافع عنها آخرون قائلين إنها تمر بحالة نفسية صعبة، واختارت رغم ذلك ألا تخذل جمهورها المغربي.
في أعقاب الجدل، أصدر ياسر قنطوش، محامي شيرين عبد الوهاب، بيانًا وصف فيه ما تتعرض له الفنانة بـ”حملات هجوم ممنهجة” تقودها جهات معروفة تهدف لتشويه صورتها، مؤكدًا احترام حرية التعبير، لكنه لوّح باتخاذ إجراءات قانونية ضد من يسيئون لها.
لكن البيان لم يهدئ الغضب، بل زاد من تأجيجه، إذ اعتبره البعض تهديدًا غير مباشر للجمهور المغربي، فيما فجّرت الفنانة غادة عبد الرازق موجة جديدة من الجدل بعد دعمها لشيرين عبر تعليقها: “القافلة تسير”، وهو ما اعتُبر تلميحًا مهينًا بحق الجمهور، ما استدعى ردود فعل حادة تجاهها، وصلت لحد اتهامها بوصف المغاربة بـ”الكلاب” بشكل غير مباشر.
الكاتبة المغربية سعيدة مازو ردّت على تعليق غادة قائلة: “كنت أتجنب الحديث عن موازين، لكن من ينعت المغاربة بالكلاب يجب أن يُرد عليه. الجمهور حضر لدعم شيرين، فردّت بالتأخير و(بلاي باك)، لا إحساس ولا احترام”، وأضافت: “غادة تبحث عن ترند بإهانة جمهور واعٍ، ونسيت أن أفول النجم لا يعطيه الحق في شتم السماء”.
في المقابل، دافع عدد من الفنانين عن شيرين بأسلوب متزن، بينهم الفنان المغربي طارق بطمة الذي أشار إلى أن النجمة المصرية تمر بأزمة كبيرة، منتقدًا من نصحها بالمشاركة في “موازين”، معتبرًا أنها بحاجة إلى راحة روحية بعيداً عن الأضواء.
الكاتب المغربي عبده حقي من جهته علّق قائلاً إن ما حدث لا يُعد إخفاقًا فنيًا فقط، بل خرقًا لبنود التعاقد مع مهرجان عالمي، متسائلًا: “هل خانت شيرين جمهور موازين؟”، مضيفًا أن الغياب التام لإدارة المهرجان عن الرد فتح الباب للشائعات، وأن “الفن لا يُختزل في صوت جميل فقط، بل في احترام الجمهور والمنصات التي يُمنح فيها الفنان فرصة الظهور”.
وبرأي حقي، فإن شيرين لم تُقدّر حجم اللحظة، وتصرفها كان استخفافًا بجمهور له ذائقة عالية، ولا يليق بمهرجان يحاول أن يحافظ على إشعاعه الثقافي والفني في العالم العربي