في مشهد غير مألوف لكن طال انتظاره، قرر ضباط فوج إطفاء بيروت أن يكسروا صمتهم القاتل، فأصدروا بيانًا ناريًا هزّ جدران الصمت الرسمي والعجز البلدي. البيان الذي حمل توقيع نخبة من الضباط العاملين في الخطوط الأمامية للحرائق والمآسي، لم يكتفِ بالمطالبة بتحسين ظروف العمل، بل لوّح بتبعات كارثية في حال استمر التجاهل المزمن لحقوقهم.
الضباط تحدّثوا بلغة الغضب المقونن، فذكّروا بأن الفوج ليس ديكورًا احتفاليًا للبلدية، بل عماد الحماية المدنية في مدينة تتخبّط بين أزمات الكهرباء والفساد والإهمال. “نُرسَل لننقذ الناس بآليات مهترئة، ونُكافَأ بالوعود الفارغة”، يقول البيان، في ما يشبه صفعة مدوية لمن يظن أن الصمت عنوان الولاء.
وفي تحذير واضح لا لبس فيه، أكّد الضباط أن استمرار الانحدار في مستوى الجهوزية سيؤدي إلى "فشل حتمي في الاستجابة للحوادث"، ما يعني أن أرواح المواطنين ستكون رهينة مزاجية الإدارات العليا وتناسيها المتعمّد لفوج يدفع الضريبة بالدم والدخان.
البيان ختم برسالة لاذعة: "لسنا مجرد عمال إطفاء... نحن صمّام الأمان، لكن للصبر حدود".