قال رئيس حكومة الـ.ـعـ.ـدو الأسبق إيهود باراك، في مقالة نشرها في صحيفة "هآرتس": "لا يجوز الوقوع في الأوهام.. على الرغم من سحابة الدخان التي تُفرض علينا، والتي تُشوّش الصورة، لم نقضِ على التهديد النووي الإيراني، ولا على تهديد الصـ.ـو اريخ. على الأرجح، قمنا بتأجيل تقدم مشروع النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط، ويرجع ذلك جزئيًا إلى التدخل الأمريكي". وأضاف: "لدى الإيرانيين أكثر من 400 كلغ من المواد المخصبة تكفي لـ"إظهار القدرة" وتسـ.ـليـح عشرة رؤوس حربية. يوجد أجهزة طرد مركزية لم تتضرر، ومعرفة، وما يكفي من العلماء، ومواقع لا نعلم عنها شيئًا. نحن أقوياء جدًا، لكننا لسنا قادرين على كل شيء. من الحكمة إظهار التواضع والاستعداد للفصول القادمة".
باراك تمنّى أن: "تؤدي المفاوضات، في هذه المرحلة، إلى اتفاق جديد يفرض قيودًا على إيران أشد من تلك التي كانت في الاتفاق السابق"، غير أنه رأى أن ذلك سيكون صعبًا، خصوصًا بسبب الخطأ الفادح الذي ارتكبه دونالد ترامب حين انسحب من المفاوضات على الاتفاق في العام 2018 بتشجيع من بنيامين نتنياهو".
بحسب باراك، إذا لم يحدث تقدم في المفاوضات، قد نُدفع إلى حرب استنزاف مع إيران، سلا حنا الجوي مقابل صـ.ـو اريخهم. ستدعمنا الولايات المتحدة في التسـ.ـليـح والحماية ضد الصـ.ـو اريخ، لكنها لن تشارك في تدخل هجومي. إيران قد تحصل على منصات إطلاق وصـ.ـو اريخ من كوريا الشمالية أو باكستان. هذا تحدٍ ليس سهلًا على صـ.ـو اريخنا الاعتراضية. وكدرسٍ من هذه الأيام، قد تُسرّع إيران تطوير مشروعها النووي، ربما تحت ستار مفاوضات متعثرة.
باراك أشار إلى: "أن "إسرائيل" تفتقر إلى قيا دة تدرك أنه لا يوجد إنجاز عسـ.ـكر ي مستدام من دون دعم سياسي". وتابع: "كان من الضروري، منذ عدة أشهر، وخصوصًا اليوم على أساس "الإنجازات" في إيران، إنهاء الحـ.ـرب في غـ.ـزة وإعادة جميع الأسرى، مع استبدال حـ.ـمـ.ـاس بجسم شرعي، بمشاركة الولايات المتحدة ومصر والإمارات والسعودية". وأردف: "في خطوة متممة، على إسرائيل الانضمام إلى النظام الإقليمي الجديد الذي يطرحه ترامب، بما في ذلك التطبيع مع السعودية وتوسيع اتفاقات "أبراهام". بالفعل، هذا هو "اليوم التالي" الذي تحدث عنه جو بايدن قبل 19 شهرًا، والذي رفض نتنياهو مناقشته على الرغم من طلبات يوآف غالانت وهرتسي هليفي وبني غانتس وغادي آيزنكوت".
ولفت إلى أن إنقاذ الأسرى وإنهاء الحـ.ـرب في غـ.ـزة والتحديات التي يفرضها حــ.ـزب الله، وسوريا والوضع الجديد تجاه إيران، هي قضايا مصيرية تستحق مواجهة جدية تحت قيا دة تتميز بنقاء الذهن وقدرة على قراءة الواقع. الحكومة الحالية، برئاسة شخص يواصل سحق "حراس البوابة"، إلى جانب محاولات فاشلة لإلغاء محاكمته، تشكّل خطرًا حقيقيًا على أيّة عملية سياسية ذات رؤية بعيدة، وخاصة على الديمقراطية والتضامن الداخلي والحرية الشخصية، والتي هي مصادر قوتنا الحقيقية".
وختم: "لهذه الأسباب كلها، فور تهدئة القتال، لا يوجد أمر أهم وأكثر إلحاحًا من تجديد "النضال" ضد الحكومة، بعزيمة متزايدة ومن دون تنازلات فاسدة، حتى إسقاط أسوأ حكومة في تاريخنا. وكلما كان ذلك أسرع كان أفضل".