رعى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، صباح اليوم في السرايا الحكومية، مؤتمر "زراعة القنّب بين الواقع والمرتجى"، بحضور وزراء: الداخلية والبلديات أحمد الحجار، العدل عادل نصار، الصناعة جو عيسى الخوري، والزراعة نزار هاني، إلى جانب عدد من النواب والمهتمين والفاعليات الزراعية.
واستُهل المؤتمر بالنشيد الوطني، قبل أن يُلقي وزير الزراعة نزار هاني كلمة شدّد فيها على أن لبنان يقف اليوم أمام "تحوّل وطني" في مقاربة الدولة للزراعة والاقتصاد، معتبرًا أن إطلاق مسار تشريع زراعة القنّب لأغراض طبية وصناعية ليس مجرد خيار تقني، بل مسؤولية وطنية وفرصة اقتصادية وتنموية.
وأوضح أن الوزارة، بالتعاون مع رئاسة الحكومة، أنجزت مقابلات لاختيار مرشحين لشغل مركزَي اختصاص في الهيئة الناظمة، من أصل 96 متقدّمًا، مؤكدًا أن الترشيحات ستُرفع قريبًا إلى مجلس الوزراء، واعدًا بانطلاقة "رصينة وفعّالة" لهذا القطاع الواعد.
وأضاف هاني أن تنظيم هذا القطاع يشكّل محورًا أساسيًا في خارطة الوزارة الجديدة، التي ترتكز على التحديث، تنويع الإنتاج، والاستثمار في المزارعين وسلاسل القيمة، مؤكدًا أن المشروع لا يتعلّق بزراعة نبتة فقط، بل ببناء قطاع إنتاج متكامل قادر على رفد الاقتصاد الوطني بموارد مستدامة.
من جهته، أكّد الرئيس نواف سلام في كلمته أن زراعة القنّب الطبي والصناعي تمثّل "فرصة تنموية حقيقية" على المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، والبحثية، مشيرًا إلى أن الحكومة تنظر إلى هذا القطاع كرافعة اقتصادية تعزّز الأمن الدوائي، وتخلق فرص عمل، وتفعّل الدورة الإنتاجية، لاسيما في المناطق المهمشة كالبقاع.
وشدد سلام على ضرورة إخراج هذا الملف من منطق التردد والارتجال، وتحصينه قانونيًا وتنظيميًا، موضحًا أن الحكومة تعمل على استكمال الإطار التنفيذي للقانون رقم 178 الصادر عام 2020، عبر تشكيل الهيئة الناظمة، وإصدار المراسيم التطبيقية، وتطوير منظومة رقابية فاعلة.
وفي ختام المؤتمر، قدّم وزير الزراعة درعًا تكريميًا لرئيس الحكومة، تقديرًا لجهوده في دعم القطاع الزراعي وتعزيز موقع الزراعة في صلب السياسات الاقتصادية.