الباروك والفريديس في يوم سياحيّ إعلاميّ: بين الطبيعة والتراث والخدمات… بلدية جديدة، برؤية كبيرة

Achrafieh News 📰

جوسلين جريس _ الاشرفية نيوز

في قلب الشوف النابض بالحياة، وتحديدًا بين أحضان بلدتي الباروك والفريديس، أمضت نخبة من الإعلاميين يومًا حافلًا بالمحطات الوجدانية والسياحية، في إطار دعوة رسمية من المجلس البلدي الجديد الذي لم يمضِ على انتخابه سوى شهر واحد، لكنّه أطلق العجلة الإنمائية بكلّ اندفاع لافت، متميّزًا عن غيره بوضوح الرؤية وصدق النيّة في خدمة البلدة ومحيطها.
الزيارة التي حملت طابعًا سياحيًا – بيئيًا – اجتماعيًا، نظّمها رئيس لجنة الإعلام والتواصل والسياحة في البلدية بيار حداد، بالتعاون مع "محمية أرز الشوف"، وجمعيّتَيْ "الشوف الوجهة" و**"ضيعتي مرايتي"**، برعاية رئيس البلدية الدكتور فادي محمود، الذي رافق الإعلاميين في كلّ مراحل الجولة.

أولى محطات اليوم كانت في مركز الباروك الصحي الحكومي، حيث كان في الاستقبال فضيلة الشيخ رضا محمود والدكتور يوسف الصابري حلاوي. جولة داخل الأقسام كشفت عن حجم العطاء الذي يقدّمه هذا المركز: أكثر من ٢٥ طبيبًا اختصاصيًا، مختبر حديث، فحوصات متنوعة وأدوية مدعومة، وكلّ ذلك بمبلغ رمزي لا يتجاوز ١٥٠ ألف ليرة لبنانية. مركزٌ يفتح أبوابه لأبناء الضيعة وضيع الجوار، ويُشكّل خطّ دفاع صحّي متقدّم في زمن التراجع والانهيار، مقدّمًا نموذجًا يُحتذى في الطبابة الإنسانية.

ومن بعدها، انتقل الحضور إلى "حديقة ياسمينا" حيث أُقيم فطور لبناني تقليدي وسط أجواء قروية نقيّة، وبين الورود والشجر وجماليات الريف. جلسة صبحيّة تدعوك للتمهّل، ويمكن للزائر أن يستفيد من تأجير بانغالو ليومٍ أو ليلة، في رحاب الطبيعة الشوفية النقية.
المحطة التالية كانت في نبع الباروك، حيث تحدّث الدكتور فادي محمود عن المشروع البيئي – الاستثماري القائم هناك: من تنظيف للموقع وحماية لمياه الشرب، إلى خطة مدروسة لتنشيط السياحة المستدامة وتفعيل الاستثمار الأخضر في المنطقة.

زيارة خاصّة إلى ضريح الشاعر رشيد نخلة، واضع النشيد الوطني اللبناني، في موقع يليق بقامته وذاكرته. الضريح يضمّ مكتبته، صورًا من حياته، وإرثًا أدبيًا يعانق التاريخ، في خطوة تؤكد وفاء البلدة لأبنائها الروّاد.


تابع الوفد جولته إلى مبنى بلدية الباروك– الفريديس، ومنه إلى مؤسسة الشيخ أبو حسن عارف حلاوي الخيرية حيث استعرض الشيخ حسان حلاوي الخدمات المتنوعة التي تقدّمها المؤسسة في الصحة والرعاية الاجتماعية، لجميع أبناء المنطقة دون تفرقة.

أمّا روح التنوع والانفتاح، فقد تجلّت في زيارة إلى كنيسة مار جرجس المارونية الأثرية (1700م)، حيث كانت لحظة فنية – روحية خالدة قدّمتها فرقة "صدى الجبل". أطفال من طوائف مختلفة، لبنانيين وسوريين، جمعتهم الموسيقى والغناء من دون آلات، إنّما بتناغم صوتي أخّاذ، بأربعة أصوات متداخلة واحترافية عالية، أشرف عليها الموسيقيّة رميا الخوري، التي قادت المجموعة بحسّ تربوي راقٍ وتركيز يليق بالمسرح الاحترافي.




إلى جانب الكنيسة، توجّه الحضور إلى مقام الشيخ أبو حسن عارف حلاوي، فاستمعوا إلى سيرة هذا الشيخ الجليل الذي جمع في شخصه الدِّين والوطن، المحبة والوحدة.





في أحضان محمية أرز الشوف، زُرعت أرزة تكريمية للإعلامية حَبّوبة حداد، ابنة الباروك، في بادرة رمزية تعبّر عن التقدير لمَن رفعوا اسم منطقتهم عاليًا. ثم استمع الوفد إلى شرح وافٍ من الأستاذ عمر أبي علي وأكرم محمود عن أهمية المحمية بيئيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وتأثيرها الإيجابي على المنطقة ولبنان ككل.



بعدها، مشى الجميع على دروب المحمية، متنشقين هواءً عليلًا، ومتناغمين مع نبض الأرض والخضرة، في مشهد جمع بين التأمل والاستمتاع.


المشهد الختامي كان غداء شهيًّا في مطعم "شلالات الباروك"، حيث اجتمعت نسمات الشوف مع رقصة الدبكة الفولكلورية التي قدّمتها فرقة SMA – بتلون، فألهبت الأجواء وأكّدت أن روح القرية لا تموت، بل تنبض في كل زاوية من زوايا الشوف.



ما ميّز هذا النهار أكثر من تفاصيله، هو الحافز الظاهر لدى المجلس البلدي الجديد، الذي يعمل منذ شهر فقط، لكنّه أثبت بحماسه وجدّيته أنه قادر على إعادة الباروك والفريديس إلى الخريطة السياحية والخدماتية – وبقوة. كما وعد المنظمون بسلسلة نشاطات مقبلة، لتعزيز السياحة الداخلية، وجذب المغتربين والسياح إلى قلب الجبل اللبناني.

يومٌ شوفِيّ بامتياز، نُفِّذ بدقة، وانتهى بذكريات لا تُنسى، غادر فيه الإعلاميون محمّلين بمشهد لا يُرى، بل يُحسّ.

------

#slowmo #tiktok #arab #jocelyna_geryes #jocelyne_geryes #jeg #viral #explore #fyp #pfy #foryoupage #like #follow #share #beirut #jocelynegeryes #jocelynageryes #achrafiehnews #جوسلين_جريس