في مقابلة مصوّرة مع وكالة "سبوتنيك"، تناول أمين عام حزب الوطنيين الأحرار المهندس فرنسوا زعتر أبرز القضايا الساخنة في لبنان وسوريا، من أحداث السويداء، إلى جلسة مساءلة الحكومة، وصولاً إلى موقف الحزب من تصريحات الموفد الأميركي براك، وسلاح "حزب الله".
زعتر عبّر عن أسف الحزب لما يجري في السويداء، مؤكدًا أن ما حصل هناك حصل في مناطق عديدة في ظروف مختلفة، مشيرًا إلى أن بعض المدنيين قاموا بتجاوزات خطيرة، وهو ما يجب معالجته بحكمة، خصوصًا في سوريا ذات التركيبة الإثنية والطائفية المعقّدة. وقال: "نحن كحزب نرفض أي مسّ بالتعددية، ونشدد على حماية الأقليات والعيش المشترك".
وتحدث عن المظاهرات في طرابلس، واصفًا بعضها بالمؤيد للرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، وأكد أن لبنان يجب أن يبقى بمنأى عن أي صراع خارجي. وأضاف: "نتخوّف من المتطرفين الذين يحاولون زعزعة الاستقرار، وندعو القوى الأمنية للضرب بيد من حديد لمنع ذلك".
أما عن سلاح "حزب الله"، فأشار زعتر إلى أن تدخّله الأخير في حرب غزة لم يكن سوى تمرد جديد على الدولة، خلّف دمارًا كبيرًا في الجنوب وبيروت، وخسائر بشرية ومادية كان لبنان بغنى عنها، خاصة في ظل الفراغ الرئاسي. وشدّد على أن تطبيق القرار الدولي وتسليم السلاح للجيش كان ليؤدي إلى تعزيز قدرات المؤسسة العسكرية، وتفادي التدمير الكامل لترسانة الحزب.
وخلص إلى أن الشعب اللبناني لم يعد يتحمل مزيدًا من الحروب، وأن اللبنانيين تعلّموا من الحرب الأهلية أن لا جدوى من العنف، وأن السبيل الوحيد للإنقاذ هو الدولة وحدها.
اما بخصوص حصرية السلاح بيد الدولة، أكّد أمين عام حزب الوطنيين الأحرار أن رئيس الجمهورية في خطاب القسم، وكذلك رئيس مجلس الوزراء في تصريحاته الأخيرة، يشددان باستمرار على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية. وقال: "نحن في حزب الوطنيين الأحرار نؤيد هذا التوجه، وسبق أن طالبنا بانتشار الجيش اللبناني على الحدود الشرقية لضبطها وحماية الأمن، ونؤكد أننا لا نتخوّف من أي صراع داخلي، لأن الجيش هو ضمانتنا".
وتابع: "الولايات المتحدة أرسلت الموفد براك ليحثّ اللبنانيين على استغلال الفرصة الذهبية لإعادة بناء ما تهدّم، واستعادة انتظام العمل السياسي. ولبنان يمتلك بدوره ضمانات واضحة بعودة إسرائيل إلى ما وراء الخط الأزرق".
وفي السياق الإقليمي، أشار إلى أن الحديث عن تهجير الشيعة إلى العراق ليس جديدًا، بل طُرح منذ زمن هنري كيسنجر ضمن مشروع "الشرق الأوسط الجديد". وأضاف: "نحن كأحرار نركّز دائمًا على الحلول، ونرى أن النظام الفدرالي أو الاتحادي قد يُبدّد هواجس التهجير، لأنه يحافظ على وجود كل مكوّن لبناني ويحمي الأقليات".
وحول جلسة مساءلة الحكومة، استنكر زعتر ما وصفه بـ"المهزلة" التي حصلت داخل البرلمان، من تهجّم متبادل ومشادات كلامية بين النواب، ما يدل على غياب الجدية في العمل، الأمر الذي وصفه بأنه "مدعاة للخجل".
أما عن أداء الوزراء، فأشاد بجدية العديد منهم في متابعة الملفات وتحقيق الأهداف، بينما أشار إلى أن بعضهم لم ينجز المطلوب بسبب عراقيل مرتبطة بملفات حساسة. ومع ذلك، أكد أن الوزراء بشكل عام يقومون بواجباتهم داخليًا، ويسعون خارجيًا إلى معالجة ملف السلاح.
وفي هذا السياق، شدد على أن الحزب يرفض النقاش العقيم حول نزع أو تسليم السلاح، ولكن في كلتي الحالتين النتيجة واحدة *يجب حصر السلاح بيد القوى الشرعية*. وعلى الطرف الاخر ان يعي خطورة الموقف ويسلم سلاحه. وأضاف: "من الصعب أن تنخرط عناصر حزب الله في الجيش اللبناني، لأن ولاءها ليس للدولة، والجندي الذي لا يدين بالولاء الكامل للوطن لا يمكن أن يخضع لأوامر الجيش".
وختم بالتأكيد على أن الجيش في عهده الحالي متماسك، وهو الضمانة الوحيدة لحماية اللبنانيين والدفاع عن الأراضي، خلافًا لتجارب سابقة في التاريخ.