بلال الموسوي
تشهد منطقتا البقاع وبعلبك الهرمل في لبنان تحديات متعددة تثقل كاهل السكان، في ظل استمرار آثار غارات الـ.ـعـ.ـدو الإسرائيلي وتراكم أزمات البنية التحتية دون حلول جذرية. وفي ما يلي أبرز القضايا المطروحة:
إعادة الإعمار بعد الغارات: تحديات مالية وإدارية
تعاني مناطق واسعة من بعلبك والهرمل من دمار كبير نتيجة الغارات "الإسرائيلية" الأخيرة، حيث تضرر ما يقارب 4000 منزل وفق تقديرات البلديات المحلية.
وتواجه المجالس البلدية الجديدة صعوبات في إطلاق مشاريع إعادة الإعمار؛ بسبب نقص التمويل وتباطؤ الحكومة في عملها والتعقيدات البيروقراطية، ما أبطأ عودة النازحين إلى منازلهم.
أزمة الكهرباء والطرقات: بنية تحتية متدهورة
رغم جهود مؤسسة كهرباء لبنان، تواصل الانقطـ.ـاعات المتكررة للتيار الكهربائي مع فترات تقنين تصل إلى 22 ساعة يوميًا في بعض القرى. كما تعاني شبكة الطرق من تدهور حاد بسبب توقف أعمال الصيانة منذ عام 2018، مع تفاقم الأزمة الاقتصادية؛ ما أدى إلى زيادة حوادث السير بنسبة 35% وفق مصادر أمنية محلية.
غياب الجامعة اللبنانية: عبء مالي وتعليمي على الطلاب
تفتقر منطقة بعلبك-الهرمل إلى فرع كامل للجامعة اللبنانية؛ ما يضطر أكثر من 2500 طالب إلى السفر يوميًا إلى زحلة أو بيروت.
وكشف استطلاع أجرته بلدية بعلبك، أن 70% من الأسر تتحمل نفقات إضافية تصل إلى 150 دولارًا شهريًا لنقل أبنائهم. وعلى الرغم من المطالبات المتكررة، لم تعلن وزارة التعليم العالي عن خطط لإنشاء مجمع جامعي في المنطقة.
القطـ.ـاع الصحي على حافة الانهيار
تواجه المستشفيات الحكومية في المنطقة أزمة حادة، حيث يعاني مستشفى الهرمل الحكومي على سبيل المثال من نقص في 45% من الكوادر الطبية الأساسية، بينما لا تتجاوز سعته 65 سريرًا. كما تشكو المستشفيات من عبء كلفة المحروقات، ولولا الدعم الذي قدمه حـ.ـزب الله للمستشفيات، خلال أزمة المحروقات التي شهدها لبنان الفترة الماضية، لتوقفت عن العمل.
الزراعة والأمن الغذائي: جهود محدودة
أطلقت وزارة الزراعة بالتعاون مع منظمة الفاو حملة لتلقيح الماشية استهـ.ـدفت 12000 رأس ماشية، في محاولة للحفاظ على الثروة الحيوانية التي يعتمد عليها 40% من سكان المنطقة، لكن المزارعين يشكون من عدم كفاية الدعم، حيث تغطي المساعدات أقل من 30% من احتياجاتهم وفق اتحاد المزارعين المحليين.
وتسجَّل في هذا الإطار عشرات حملات التحصين للمواشي التي أسهمت فيها مؤسسة جـ.ــهـــاد البناء الإنمائية.
تواجه منطقتا البقاع وبعلبك الهرمل أزمات مترابطة تهدد استقرارها الاجتماعي والاقتصادي. وتتطلب هذه التحديات تحركًا عاجلاً من الحكومة والجهات المعنية لوضع خطة شاملة تعالج:
إعادة الإعمار عبر توفير التمويل وتبسيط الإجراءات.
تطوير البنية التحتية الأساسية.
إنشاء فرع كامل للجامعة اللبنانية.
دعم القطـ.ـاع الصحي والزراعي.
فهل ستتحوّل هذه المطالب إلى سياسات فعلية، قبل أن تتحول الأزمات المؤقتة إلى واقع دائم يزيد من تهميش المنطقة؟
ملاحظة نهائية:
تم اعتماد الأرقام الواردة بناءً على:
تقديرات البلديات المحلية.
تقارير منظمات إغاثية عاملة في المنطقة.
تصريحات مسؤولين محليين.
استطلاعات رأي أجرتها مؤسسات بحثية محلية.
هذه الأرقام تعكس الوضع التقديري حتى تاريخ إعداد التقرير، وقد تختلف عن الإحصائيات الرسمية التي لم يتم تحديثها منذ سنوات في بعض الجوانب.