“قتلة الأطفال… بأيّ وجهٍ يمشون بيننا؟”

“قتلة الأطفال… بأيّ وجهٍ يمشون بيننا؟”








بقلم: د. ليون سيوفي – باحث وكاتب سياسي
مرشّحٌ سابق لرئاسة الجمهورية 

بأيّ وجهٍ يظهرون على شاشات العالم؟
بأيّ يدٍ يصافحون زعماء الدّول؟
بأيّ لسانٍ يتحدّثون عن السّلام… وهم سفاحو الطّفولة وجزارو البراءة؟
هؤلاء الّذين أبادوا أطفال غزة، ودكّوا بيوت جنوب لبنان فوق رؤوس ساكنيها، وراقبوا دماء الصّغار تتدفّق على شاشات العالم…هؤلاء لم يعتذروا، لم يُدانوا، لم يُحاصروا، بل استُقبلوا بالسّجاد الأحمر!
أين العدالة الدّولية؟
هل الأمم المتّحدة، بصمتها وخطاباتها الباردة، هي الحَكَم؟
هل مجلس الأمن، الذي تُهيمن عليه قوى الهيمنة، هو من سيحاكمهم؟
أين محكمة لاهاي؟ أم أنّ القانون لا يُطبَّق على القتلة إذا كانوا يحملون ختم “التّحالفات الغربية”؟
أليس من المعيب أن يدوس القتلة دماء الأطفال ويعبرون المطارات والقصور والمناسبات الدّبلوماسية؟
أليس من العار أن تُمنَح جائزة نوبل للسّلام في عالمٍ أطفاله يُدفنون قبل أن يتعلّموا الكلام؟
كيف ينام هؤلاء القتلة؟
كيف ينام من قصَف حضانة، وقتل رضيعاً، وقال “إنه خطأٌ تقنيّ”.
كيف ينام من محا عائلة عن بكرة أبيها، ثم ابتسم في مؤتمرٍ دوليّ.
كيف ينام من بكى على حرائق غابات أوروبا، ولم يذرف دمعةً على مقبرة أطفال فلسطين.
ينامون لأنّ العالم منحهم الحصانة،
ينامون لأنّ المال يحميهم، والسّلاح يبرّر لهم،
والخوف من “إزعاج إسرائيل” يمنع حتّى الإدانة.
من سيحاسبهم؟
ليس مجلس الأمن…ولا محكمة تديرها السّياسة…
ولا زعماء يستقوون بهم ويصمتون عن جرائمهم.
سيحاسبهم الضّمير الحرّ في هذا العالم، وكلّ إنسانٍ شريفٍ لا يقبل أن تكون البراءة هدفاً عسكرياً.
وسيحاسبهم التّاريخ... وسيحاسبهم الأطفال… إن لم يكونوا بالكلمة، فبالذّاكرة.
لأنّ الطّفولة لا تنسى من قتلها.
 كلمتي إليهم...
قد تخدعون الحكومات..
قد تشترون الإعلام…
قد تحاصرون الشّعوب…
لكنّكم لن تهربوا من لعنات الأطفال…
فدماؤهم ستطاردكم حيث تظنون أنكم بأمان.