Achrafieh News 📰
في زيارته الأخيرة إلى بيروت، التقى المبعوث الأميركي توماس برّاك بفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون ورئيس الحكومة تمام سلام، حيث ناقش معهما الورقة الأميركية المتعلقة بموضوع سلاح حزب الله.
وأعرب برّاك بعدها عن رضاه الكبير عن الرد اللبناني، واصفًا إياه بـالرد "المدروس والموزون"، مشيرًا إلى أن الحكومة اللبنانية قدمت ردًا مفصلًا من سبع صفحات على المقترح الأميركي
وأكد برّاك أن مسألة سلاح حزب الله هي شأن لبناني داخلي، مشددًا على أن الولايات المتحدة لا تملي على اللبنانيين كيفية التعامل مع هذا الملف، بل تترك لهم حرية اتخاذ القرار المناسب
كما حذر من أن الخوف من نزع سلاح حزب الله قد يؤدي إلى حرب أهلية، معتبرًا أن الأسلحة التي يُراد من الحزب التخلي عنها هي تلك التي تهدد إسرائيل .
أوضح برّاك أن الولايات المتحدة لا تفرض جدولًا زمنيًا لنزع السلاح، بل تشجع على حوار داخلي لبناني يهدف إلى إيجاد صيغة توافقية، مع استعداد واشنطن لتقديم الدعم والمساعدة في هذا المسار
هذه التصريحات يطلقها براك في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، حيث تسعى الولايات المتحدة كما تقول إلى دعم استقرار لبنان من خلال تعزيز دور الدولة ومؤسساتها، مع التركيز على أهمية معالجة ملف سلاح حزب الله ضمن إطار وطني جامع.
-دور توماس براك والدور الجامح
في الواقع، توماس براك في جولاته بين لبنان وسوريا، يسوّق نفسه كوسيط يسعى لحلّ يَحفظ الاستقرار في المنطقة، ويمنع انفجارًا واسعًا. إلا أن مؤشرات عديدة تُظهر أن أولوياته تنطلق من حماية الأمن الإسرائيلي، لا من ضمان السيادة الكاملة للبنان أو المصالح السورية.
ما يفعله براك عمليًا:
1. يركز على نزع سلاح حزب الله أكثر من تركيزه على وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان.
2. لا يمارس أي ضغط على إسرائيل بخصوص الانسحاب من أراضٍ لبنانية محتلة (التلال الخمسة والنقاط ال١٣ المتحفظ عليها من قبل لبنان و مزارع شبعا، الغجر).
3. يتعامل بمرونة مع الطرح الإسرائيلي لإنشاء منطقة آمنة أو منزوعة السلاح جنوب لبنان، وهو ما يُعتبر تهديدًا مباشرًا للسيادة اللبنانية.
بالنسبة لسوريا، يحاول براك انتزاع تنازلات مقابل وعود برفع الحصار أو تسهيلات سياسية. لكنه لا يدين الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية، بل يعتبرها "دفاعًا مشروعًا عن النفس لإسرائيل
اخيرا : توماس براك لا يطرح حلاً متوازنًا يحترم السيادة اللبنانية والسورية، بل يسعى إلى تطويع الواقع بما يخدم أمن إسرائيل أولاً، ويضع المنطقة أمام خيار:
الرضوخ التدريجي
أو العزلة
والتصعيد.
لذلك يُنظر إليه بريبة من قوى المقاومة،
باعتباره : أداة أميركية تُنفذ استراتيجية احتواء لا حلّ حقيقي.
الباحث الاستراتيجي والسياسي العميد الركن بهاء حلال