بقلم المحامي فؤاد الأسمر
أمين التخطيط والتوجيه في حزب الوطنيين الأحرار
يتميّز لبنان بظاهرة فريدة واستثنائية عن باقي دول العالم، وتتمثل بعدد أبنائه المنتشرين الذي يفوق، بعدة أضعاف، عدد أبنائه المقيمين.
لم يقتصر دور المنتشرين اللبنانيين في العالم على حمل اسمه ونشر ثقافته وحسب، بل هم سفراء حقيقيين له مؤثرين وفاعلين في دول انتشارهم.
فقد أسس اللبنانيون مدناً ومناطق كثيرة في العالم، وبرعوا بأعمالهم في الخارج، وقبضوا على مفاتيح اقتصادات دولٍ بأسرها وحتى أنهم ساهموا برسم سياساتها.
وعندما عرفت السلطة اللبنانية، خاصة في عهد الرئيس كميل نمر شمعون، كيف تتواصل معهم وتجنّدهم لخدمة قضايا وطنهم الأم، حصد لبنان تأييد دول انتشارهم، ودعمها للقضايا اللبنانية كافة، وتصويتها لمصلحته في المنتديات الدولية.
استفزّ هذا الأمر عدداً من المطابخ الدولية الآثمة، فكان العمل على عزل لبنان وإسقاط حضوره الدولي، خاصة عبر تسييب الوجود والسلاح الفلسطيني على ارضه، وجرّه إلى الفوضى والحرب، وصولاً إلى تسليمه للاحتلالين الاسرائيلي والسوري، وانتهاءً بالاحتلال الايراني له من خلال ميليشياته المسلّحة التي نجحت بعزله وتدميره.
المؤسف أن أقزاماً داخليين يشاركون الممانعة اليوم بعملية العزل هذه، وآخر تجلياتها محاولة تطبيق المادة ١٢٢ من قانون الانتخابات النيابية التي تحصر تصويت اللبنانيين المنتشرين في العالم بستة /٦/ نواب فقط وتعتبرهم جزيرة معزولة عن وطنهم الأم وتمنع مشاركتهم بالحياة السياسية بشكل طبيعي، وذلك لكوّن مصالح بعض نواب الصدفة من الأقزام تفرض ذلك، رغم إمكانيات المنتشرين الضخمة والكفيلة بإعادة لبنان الى الخارطة الدولية واستعادة زمن العز والمجد.
فإلى متى سيبقى لبنان رهينة المصالح الدنيئة وذلّ الاحتلال الممانع لقيامته ولثقافته ولحضوره الدولي؟