أن تبتعد عن مكتبك لا يعني بالضرورة أنك خرجت من العمل، فالعقل قد يرافقك في الإجازة محملاً بالبريد الإلكتروني، والمواعيد المؤجلة، والمهام التي لم تُنجز. تجد نفسك في قلب البحر تفكر في الاجتماعات، لسؤال هو: كيف تتعلّم أن تُغلق الباب فعلياً، وتمنح نفسك إجازة عقلية لا جسدية فقط؟
الاستعداد للإجازة لا يبدأ حين تغادر المكتب، بل قبل ذلك بأيام. عندما تترك مهامك غير مكتملة، أو تودع زملاءك من دون تنظيم واضح لما سيجري أثناء غيابك، ستبقى أفكار العمل تلاحقك. لا بد من تفريغ عقلك تدريجياً؛ وذلك عبر ترتيب الأولويات، إغلاق الملفات العالقة، وتفويض ما يمكن تفويضه. حين تشعر أن كل شيء في مكانه؛ يصبح عقلك أكثر استعداداً لتقبّل فكرة الراحة من دون شعور بالخطر أو التقصير.
الهاتف والبريد الإلكتروني هما الجسر العقلي الذي يربطك بالعمل، حتى من على بُعد آلاف الكيلومترات، لذلك فإن الاستمرار باستخدام نفس الأدوات يعني أنك لا تزال في الدائرة نفسها. خصص هاتفاً للإجازات أو أوقف إشعارات البريد، وابعد التطبيقات التي تربطك بزملائك أو بمهامك اليومية.
بعض الموظفين يشعرون بالذنب حين يستمتعون بالإجازة، وكأنهم يتخلون عن التزاماتهم. هذا الإحساس يربك الراحة، ويجعلها مقيدة بشروط لا أحد يطلبها منهم أصلاً. من المهم أن تفهم أن الاستراحة ليست انسحاباً، بل وسيلة لتجديد الطاقة والقدرة على العطاء.
المشكلة ليست فقط في مغادرة العمل، بل في العودة إليه. حين تكون العودة مفاجئة وقاسية؛ يميل العقل إلى البدء في التحضير لها حتى أثناء الإجازة، مما يفسد اللحظات الأخيرة منها. خصص في اليوم الأخير بعض الوقت لمراجعة المواعيد المقبلة، من دون أن تفتح ملفات أو تدخل في تفاصيل.