ح. ز. ب. الله وورقة برّاك: العبور الصعب إلى الحل؟!

Achrafieh News 📰

جوزف القصيفي نقيب محرري الصحافة

تقول مصادر قريبة من «حزب الله» وأجوائه، إنّ الحزب غير معني بورقة الموفد الرئاسي الأميركي توم برّاك جملةً وتفصيلاً، وإنّ الأخير جرّ الجانب اللبناني إلى نقاش في ورقة محكومة لِمَن كتبها، وهي تجاوزت قرار وقف إطلاق النار الذي التزم به لبنان، وأصرّت إسرائيل على خرقه، فيما ظلّت الضمانات الموعودة حبراً على ورق، وإنّ «حزب الله» دفع ما يَزيد على 180 عنصراً من شبابه قضوا «إغتيالاً بفعل الاغتيالات والغارات، منذ أن دخل هذا الوقف حيّز التنفيذ في 27 كانون الثاني 2025».

توازياً، يدور همس في أوساط ديبلوماسية متابعة، أنّ برّاك قدّم زيارته لبيروت التي كانت مقرّرة الثلثاء إلى الأحد الماضيَين، رغبةً منه في حرف الأنظار عن المشهد السوري نحو المشهد اللبناني ومحاولة تحقيق خرق ما يعزّز وضعه في الإدارة الأميركية، بعد تسريب معلومات عن عدم إرتياح وزارة الخارجية الأميركية إلى الدور الذي يضطلع به، معتبرةً أنّ ورقة الموفدة السابقة مورغان أورتاغوس، على رغم من انحيازها الفاقع إلى إسرائيل، كانت أكثر موضوعية وقابلية للنقاش.

ولم تستبعد الأوساط الديبلوماسية عينها وجود إشارات إلى إمكان تسلّم ديبلوماسي آخر ملف لبنان، ليتفرغ برّاك لإدارة الملف السوري. وتنقل جهات متابعة، أنّ الخلوة التي جمعت رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع برّاك إتسمت بمقدار عالٍ من الصراحة. فالرئيس عون لمّح إلى أنّه لا يمكن المضي في معالجة أي موضوع إذا لم يحصل لبنان على ضمانات ملموسة في شأن الانسحاب ووقف الاعتداءات الإسرائيلية وتسليم الأسرى.

وفي لقاءات برّاك خلال زيارته وما قبلها، سمع من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ومن الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي، والرئيس السابق للحزب «التقدّمي الإشتراكي»، ما مفاده أنّ موضوع السلاح يجب مقاربته بكل دقّة وحكمة بعيداً من الاستعجال والضغط المتواتر الذي يفضي إلى عكس المتوخّى. وكشف النقاب عن أنّ رئيس المجلس النيابي أكّد وجوب تطبيق وقف إطلاق النار المرتكز إلى قرار مجلس الأمن الرقم 1701 كمدخل لمعالجة الأمور. وإنّه لدى استمزاج «حزب الله» في موضوع ورقة برّاك كان جوابه أنّه طبّق اتفاق وقف إطلاق النار وملتزم به، وأنّ لا بحث من خارجه، وأنّه كحزب لبناني جاهز للبحث في سائر القضايا بكل انفتاح وإيجابية، أمّا ما هو معروض حالياً فلا يعدو كونه إستسلاماً.

الرئيس بري يعتبر اتفاق وقف إطلاق النار «فاتحة الكتاب» الذي يسبق «الحكي». على أنّ تصريحات برّاك بعد خروجه من عين التينة وما تضمّنته من كلام وصف بـ«الإيجابي» تعود إلى عاملَين:

- العامل الأول: محاولة تبديد التوتّر الذي تسبّبت به تصريحاته.

- العامل الثاني: التبرّؤ من أي تصعيد إسرائيلي، والحرص على إنتاج صورة الديبلوماسي الوسيط وليس الراعي «الفظ» لإسرائيل وسرديّتها.

ويتبيّن للمراقب أنّ الرئيس بري من خلال التصرّف الذي يقوم به حيال مهمّة برّاك، يحاول امتصاص الغطرسة الأميركية بنوع من الإدارة المرنة، المبنية على الموقف المبدئي القائم على احترام القرار الرقم 1701.

وعلى ما يبدو، فإنّ التقدّم في التصدّي لموضوع حصرية السلاح في ضوء استمرار الخرق الإسرائيلي متزامناً مع الضغط الأميركي بهذه الوتيرة المتنامية، هو أكثر من بطيء، وأنّ أكثر من مسؤول رفيع المستوى لم يُخفِ قلقه من تطوّرات سلبية قريبة، من دون تحديد نوعيّتها وإطارها المكاني.