عون: المفاوضات تتقدّم ببطء، واتصلت شخصياً بـ”ح زب الله” لحلّ مسألة السلاح.




 


المصدر : صحيفة النهــار

صرّح الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون بأن الأمور تسير ببطء في المفاوضات، وأفاد بأنه قد أجرى اتصالات مباشرة مع “حزب الله” في محاولة لتسوية قضية السلاح، مؤكداً أن “المفاوضات تحقق تقدماً، رغم بطئها، وأن ثمة تجاوباً مع الأفكار المطروحة في هذا السياق”.

وشدد عون على أهمية التنسيق بين الأجهزة الأمنية والإرادة السياسية، مؤكداً أنه “عندما تتفق هذه الأطراف على هدف مشترك، فلا داعي للخوف على لبنان”. وأوضح أن الجيش والقوى الأمنية تقوم بعملها بشكل ممتاز في القبض على الشبكات الإرهابية، مهيباً بالحذر من الأخبار المفبركة التي تهدف إلى إثارة القلق والبلبلة.

كما أوضح عون دعمه للقضاء في فتح أي ملف يتعلق بالفساد، بغض النظر عن الخلفيات الطائفية أو الحزبية. وأكد أن هناك ملفات فساد تتعلق بأشخاص من مختلف الطوائف، مُعرباً عن عزيمته للمضي قدماً في هذا الملف حتى النهاية، مهما كانت التحديات.

وفيما يتعلق بمسألة اقتراع اللبنانيين في الخارج، أكد عون أن هذا النقاش يعود لمجلس النواب، وأن الحكومة قامت بما يتوجب عليها.

جاءت تصريحات الرئيس عون خلال استقباله وفداً من “نادي الصحافة” في قصر بعبدا، حيث أعرب رئيس النادي بسام أبو زيد عن أمله في تحقيق الأهداف الموضوعة في خطاب القسم، مشيراً إلى حجم التحديات التي تواجه البلاد. وشدد على ضرورة أن يعمل الإعلام والصحافة كمحركات لاستعادة الدولة وإظهار الحقائق.

رحب عون بالوفد مشيداً بدور الإعلام في المرحلة الحالية، محذراً من التركيز على السلبيات دون الإيجابيات. وأشار إلى إنجازات عدة تحققت منذ الزيارة السابقة للوفد في شباط، مثل تشكيل الحكومة وتعيين حاكم لمصرف لبنان ورؤساء الأجهزة الأمنية.

في ختام كلمته، أكد عون على أهمية استعادة العلاقات مع الدول العربية إلى وضعها الطبيعي، ومشيدًا بأهمية العمل الجماعي لتحقيق تقدم لبنان.

بعد انقطاع اللقاءات المباشرة لفترة غير قصيرة، لفتت زيارة رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع لكليمنصو للقاء الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. فما دلالات اللقاء؟ وما المقاربات المشتركة لما يجري في لبنان ومحيطه

لقاء جنبلاط – جعجع: تثبيت التلاقي ضد السلاح وتمسّك بمنع تمدّد أحداث السويداء إلى لبنان

لفتت زيارة رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى كليمنصو للقاء الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، اهتماماً ملحوظاً في الأوساط السياسية اللبنانية، مما أثار تساؤلات حول دلالات هذا اللقاء والمقاربات المشتركة للأحداث الجارية في لبنان ومحيطه.

استمر الاجتماع لمدة ساعتين وتزامن مع تطورات هامة في سوريا، بدءاً من أحداث السويداء الدامية وما صاحبها من جرائم بحق أبناء طائفة الموحدين الدروز، بالإضافة إلى التدخل الإسرائيلي الذي لم يلقَ ترحيباً من جنبلاط خلال تلك الأوقات الصعبة. كما تأتي هذه الزيارة في خضم الجولة التي قام بها المبعوث الأميركي توم براك، والتي كانت قضية السلاح محوراً رئيسياً فيها، بما في ذلك لقاءاته مع جنبلاط وجعجع.

تشير أجواء الاجتماع في كليمنصو إلى أن المناقشات تركزت حول ثلاث قضايا رئيسية. وتمحورت النقاشات حول أحداث السويداء وكيفية تعامل جنبلاط مع تداعياتها، حيث تم التأكيد على أهمية التصرف بحكمة في سياق الأوضاع السورية.

في هذا الإطار، أشاد جعجع بالحكمة التي أظهرها جنبلاط منذ الأيام الأولى للأحداث، معتبراً أن ذلك ساهم في منع انتشار أبعاد تلك الأحداث إلى لبنان. كما تم الإشادة بمواقف عدد من القيادات السياسية، بدءاً من رئيس الجمهورية ورئيسي الحكومة ومجلس النواب، وصولاً إلى مواقف الشيخ سامي أبي المنى وقيادات روحية أخرى في طائفة الموحدين الدروز، التي ساعدت في تهدئة الأجواء اللبنانية بعد “النفير العام” الذي شهدته بعض المناطق.

كما أكد كل من جنبلاط وجعجع على أهمية الحفاظ على دور الجيش اللبناني على الحدود، من الشمال والشرق إلى الجنوب، مشددين على أن الدولة يجب أن تكون صاحبة القرار في جميع ما يتعلق بالاستقرار الوطني، بما في ذلك قرارات الحرب والسلم. وأثنى جعجع خلال اللقاء على نجاح جنبلاط والقيادات السياسية والدينية في تجنيب لبنان تداعيات أحداث السويداء.

أما القضية الثانية فكانت حول نتائج جولة براك وأهمية تسليم السلاح إلى الدولة اللبنانية، مع ملاحظة اختلاف الآراء حول بعض تفاصيل هذا الموضوع المعقد.