ارتفعت حصيلة الضحايا في محافظة السويداء بجنوب سوريا إلى أكثر من 600 شخص، بحسب ما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، وذلك بعد أيام من الاشتباكات الدامية التي شهدتها المنطقة، والتي خلّفت أيضًا عشرات آلاف النازحين وانهياراً شبه كامل في البنى التحتية.
وفي بيان نشره على موقعه الرسمي، قال المرصد إن عدد الضحايا ارتفع إلى 638 قتيلاً، بينهم 300 من أبناء الطائفة الدرزية، من ضمنهم 154 مدنياً، في مقابل مقتل 257 عنصراً من القوات الحكومية، و18 من أبناء العشائر البدوية، إلى جانب 3 من عشائر البدو، وصحفي واحد خلال تغطيته الميدانية للمواجهات.
كما أشار إلى أن 15 عنصراً من القوات الحكومية لقوا حتفهم جراء قصف إسرائيلي استهدف مواقعهم في المنطقة.
وترافقت هذه التطورات مع انسحاب الجيش السوري من المحافظة، في وقت أحكمت فيه فصائل محلية درزية السيطرة على زمام الأمن، وسط توتر غير مسبوق بين الدروز والبدو، أدى إلى اندلاع معارك عنيفة بين الطرفين.
وفي تداعيات هذه الأحداث، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة عن نزوح نحو 80 ألف شخص من مناطقهم داخل السويداء، مشيرةً إلى أن "79,339 شخصاً فروا من ديارهم منذ 13 تموز/يوليو، من بينهم أكثر من 20 ألفاً نزحوا في يوم واحد فقط في 17 تموز".
وأكدت المنظمة أن "الخدمات الأساسية في المحافظة انهارت بالكامل"، لافتة إلى غياب الكهرباء والمياه، والنقص الحاد في الوقود الذي أدى إلى شلل في حركة النقل وأعاق عمليات الإجلاء والإغاثة.
وتسود حالة من القلق في أوساط السكان المحليين والمنظمات الإنسانية، فيما لا تزال المواقف الدولية خجولة إزاء هذا التصعيد غير المسبوق في واحدة من أكثر المحافظات السورية هدوءاً خلال السنوات الأخيرة.