في تنظيمٍ راقٍ لنقابة محترفي الموسيقى : عيد الموسيقى ٢٠٢٥ يتحوّل إلى ليلة من السحر والإبداع

Achrafieh News 📰

جوسلين جريس _ الاشرفية نيوز

في ليلة مفعمة بالفن والذوق الراقي، أقامت نقابة محترفي الموسيقى والغناء في لبنان احتفالًا استثنائيًا بمناسبة اليوم العالمي للموسيقى، مساء الجمعة في 20 حزيران 2025، على مسرح بلدية سن الفيل، بحضور حشد من الموسيقيين والفنانين والإعلاميين ومحبي النغم الجميل.

انطلقت السهرة بعزف النشيد الوطني اللبناني، تلاه نشيد النقابة، في تحية رمزية للهوية والوطن وللصرح النقابي الذي ما زال يُشكّل مساحة حضارية حاضنة للمواهب والطاقات.

تألّق الإعلامي زكريا فحام بتقديم الحفل، بأسلوبه المتمرس وحضوره الدافئ، ليكون صلة الوصل الأنيقة بين الجمهور والخشبة. وقد فاجأت النقابة فحام بتكريمه بدرع تقديري عربون وفاء وتقدير، ليُبادر بدوره بتكريم النقيب فريد أبو سعيد بدرع مماثل، في مشهد راقٍ يعكس روح الاحترام المتبادل والتقدير لجهود كل من يعمل في سبيل رفعة الفن.



وفي كلمة وجدانية، ألقى النقيب فريد أبو سعيد كلمة عبّر فيها عن أهمية الموسيقى كرسالة سلام ووحدة، مؤكّدًا على التزام النقابة باحتضان كل مبدع حقيقي، ومواصلتها السير في درب الفنّ الراقي رغم كل التحديات.

أما العروض الفنية، فكانت بمستوى الحدث وأعلى. فقد تنوّعت الفقرات الموسيقية، وتجلّت فيها قدرات مبهرة ومواهب رفيعة المستوى:

البداية مع عازف البيركشن مصطفى تمساح، الذي ألهب الأجواء بإيقاعاته الحيوية وحضوره الطاغي، فكان نبض المسرح وسرعة دقّ قلبه.

تلاه الفنانان القديران وديع غصن وطوني داوود، اللذان أضفيا على السهرة نكهة الأصالة والاحتراف، عبر أداء متقن يُحاكي ذوق السميعة ويُحافظ على إرثنا الموسيقي النبيل.



ومن اليونان إلى الشرق، حملتنا فرقة شرقي Style بقيادة الأستاذ غارو كوفكوزيان، في عرض مميز جمع بين البوزوكيا والأنغام اليونانية الساحرة والغناء الحي، فحوّلوا الخشبة إلى مساحة سفرٍ فنيّ بين الثقافات.



ولم يكن عازف الناي جوزيف كرم مجرّد مؤدٍّ على آلة، بل كان شاعرًا ينفخ الحياة في الخشب، فغنّى الناي من قلبه وأبكى النغمة بصمتها العذب.

وأطلّ محمد صالح، عازف الغيتار المبدع، بأدائه الفريد الذي جمع بين الدفء والاحتراف، فأمسك بأوتاره كما لو أنّه يعزف على أوتار الروح، تاركًا أثرًا لا يُنسى في وجدان الحاضرين.






ثم جاءت الختام المسك مع الفنانة نسرين حميدان، صاحبة الصوت الذي ينساب كالماء على القلب، فأنشدت وأطربت وأبهرت، ترافقها أنامل ناجي العريضي على الرق، بانسجام جميل بين الصوت والإيقاع.



بعد السهرة، كان كوكتيل مميّز خُصّص للحضور، جمع بين الفنانين والحضور في لقاءات دافئة، توّجت هذه الليلة الفريدة بلحظات من التواصل والمحبة والفرح.

هكذا مرّ عيد الموسيقى 2025، لا كأمسية عادية، بل كتجربة فنية متكاملة حرّكت الأحاسيس وأثبتت أن لبنان، برغم كل شيء، لا يزال بلد النغمة الجميلة، والوطن الذي لا تنطفئ موسيقاه.

كل التحية والتقدير للنقابة ولنقيبها فريد أبو سعيد، على هذا التنظيم المحترف والذوق الرفيع، ولكل من أطلّ على المسرح بعطاء نقي وأداء راقٍ، جعل من هذه الليلة عيدًا حقيقيًا للموسيقى والذوق والجمال.

تصوير : جوسلين جريس

-----
للإنضمام إلى خدمة «الاشرفية نيوز» عبر واتساب إضغط هنا: