هل مناطق الجبل بخطر؟
د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي
تصاعد الأحداث الأخيرة، خصوصاً في السّويداء حيث الاحتجاجات اتّخذت منحىً أكثر تصادمية مع النّظام السّوري الجديد ، وكذلك في جرمانا التي شهدت توتّراً أمنياً وعمليات اغتيالٍ واشتباكات .
ألوضع مقلقٌ فكلّ الاحتمالات أصبحت واردةً حتّى البعيدة منها، لم تعد مستبعدةً في ظلّ هشاشة الوضع .
حين أقول إنّ الوضع في سوريا قد يمتدّ إلى الخارج ، فأنا أُنصف ما هو قائم، لا ما قد يكون.
ألواقع يقول أيّ تفكّكٍ أمنيّ في السّويداء أو جرمانا قد يُستخدم كورقةٍ من أطرافٍ خارجيةٍ لإرباك الجبهة اللّبنانية، خاصّةً جنوباً، حيث التّوتّر مع الإسرائيلي هو على أشدّه.
إسرائيل قد تجد في اضطرابات الدّاخل السّوري فرصةً لتوسيع دائرة الضّغط على المقاومة الإسلامية عبر فتح جبهاتٍ غير تقليدية.
ألخطر الحقيقيّ ليس فقط في انتقال المعارك عسكرياً، بل استخباراتياً، بتجنيد العملاء، بثّ الفوضى، اغتيالات، ضرب الاستقرار الطّائفي.
إذا تحوّلت الفوضى في الجنوب السّوري إلى انهيارٍ أمنيٍّ واسعٍ، قد نرى تحرّكاً داخلياً في لبنان من أطرافٍ مرتبطةٍ بالأزمة السّورية، سواء من اللاجئين أو خلايا نائمة.
علينا الأخذ بعين الاعتبار التّداخل العائلي والطّائفي بين السّويداء وجبل لبنان خصوصاً بين الدّروز..
ألمقلق احتمال لجوء بعض المطلوبين أو المسلّحين إلى الأراضي اللبنانية عبر معابر غير شرعيّة، خاصّةً في البقاع.
حتّى اللّحظة، لا توجد مؤشّراتٌ مباشرةٌ على أنّ المعارك التي تشهدها بعض المناطق في سوريا مثل السّويداء وجرمانا ستتمدّد تلقائياً إلى لبنان ما لم يتدارك الأمر لكن الأمور تبقى مرهونةً بمسار التّطوّرات الميدانية في سوريا وبتوازن القوى في لبنان.
لكن إذا استمرّ التّمويل الخارجي للفوضى فالسّويداء قد تُحوّل إلى “جيب مستقل غير مُعلن”، شبيه بإدلب .
هذا السّيناريو يُفَسَّر بخطرٍ حقيقيٍّ على حدود لبنان الشّرقية والجنوبية الشّرقية، ويُحتمل أن تُستخدم تلك المناطق كنقطة انطلاقٍ لتهديد المقاومة أمنياً.
في هذه الحالة، قد تتغيّر قواعد الاشتباك في لبنان وسوريا معاً..