هل هناك مواجهة ستُفرض على الجيش لمواجهة حزب الله؟

هل هناك مواجهة ستُفرض على الجيش لمواجهة حزب الله؟ 

د. ليون سيوفي 
باحث وكاتب سياسي 
عودة "مورغان أورتيغاس" إلى لبنان، وإصرار الولايات المتّحدة على سحب سلاح حزب الله، تُمثّل نقطة تحوّلٍ هامّةٍ في سياق الأوضاع اللبنانية والإقليمية، وقد تؤدّي إلى تطوراتٍ خطيرةٍ، خصوصًا في ظلّ الوضع السّياسي المعقّد الذي يشهده لبنان.
ألولايات المتّحدة تؤكّد على ضرورة نزع سلاح حزب الله، وهو مطلبٌ يتماشى مع سياستها في المنطقة، خصوصًا أنّ حزب الله مدعومٌ من إيران، ويمثّل جزءًا من الاستراتيجية الإيرانية في الشّرق الأوسط. ألولايات المتّحدة قد تستخدم الضّغوط الاقتصادية وحتى ممكن العسكرية على الحكومة اللبنانية لتحقيق هذا الهدف.
ألحكومة اللبنانية ستكون في موقفٍ حسّاسٍ للغاية. من جهةٍ ستحاول الحفاظ على علاقاتها الدّولية، بما في ذلك مع الولايات المتحدة، ومن جهةٍ أخرى، ألحكومة ستواجه ضغوطًا محلّية من فئاتٍ سياسيةٍ تدعم حزب الله. بالتّالي هناك احتمالٌ كبيرٌ أن تجد الحكومة نفسها في حالةٍ من الجمود والتّردد، كما حدث في مناسباتٍ سابقة.
ألسّؤال هل سيتواجه الجيش اللبناني وحزب الله؟
من المتّفق عليه أنّ الجيش اللبناني يُعتبر المؤسّسة العسكرية الوحيدة التي تتمتّع بمصداقيةٍ على الصّعيد الوطني، وهو مؤسّسةٌ تحظى بدعمٍ واسعٍ من اللبنانيين بمختلف طوائفهم. في الوقت ذاته، ألجيش اللبناني يعيش في ظلّ توتّراتٍ سياسيةٍ كبيرةٍ، إذ أنّه يتعامل مع تعقيداتٍ سياسيةٍ إقليميةٍ ودوليةٍ، ويواجه تحدّياتٍ كبيرةً في تنفيذ أي أمرٍ يتعلّق بحزب الله. علاوةً على ذلك الجيش يعاني من قلّة الدّعم والموارد بسبب الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان.
ما زال .حزب الله يتمتّع بقدرةٍ عسكريةٍ كبيرةٍ ويحظى بشعبيةٍ واسعةٍ بين مؤيّديه، الذين يعتبرونه مقاومًا للاحتلال الإسرائيلي . ألحزب يعتبر سلاحه جزءًا من استراتيجته الدّفاعية عن لبنان، ويرى أنّ سلاحه لا يزال ضروريًا في مواجهة التّهديدات الإسرائيلية.
من غير المرجّح أن يتواجه الجيش اللبناني مع حزب الله في صراعٍ مفتوحٍ، لأنّ ذلك قد يؤدّي إلى انقسامٍ خطيرٍ داخل المجتمع اللبناني ويُهدّد الاستقرار. 
لكن إذا استمرّت الضّغوط الخارجيّة، قد تنشب مواجهاتٌ عسكريةٌ محدودةٌ وصراعاتٌ غير مباشرة.
في محاولةٍ لتجنّب المواجهة المفتوحة، قد يلجأ لبنان إلى الحلول السّياسية والحوار الدّاخلي. ألحكومة قد تحاول الوصول إلى تسويةٍ بين الأطراف السّياسية المختلفة، بهدف إيجاد مخرجٍ للوضع، لكن هذا الأمر قد يتطلّب تنازلاتٍ من جميع الأطراف المعنيّة.
إذا قرّرت الولايات المتّحدة التّصعيد ضدّ حزب الله من خلال عقوباتٍ أو تهديداتٍ دبلوماسية، قد يواجه لبنان أزمةً اقتصاديةً أكبر قد تؤثّر على قدرة الحكومة على اتّخاذ أي خطواتٍ حاسمةٍ.
بالطبع إيران وحلفاؤها في المنطقة سيدعمون حزب الله، مما يزيد من تعقيد أي محاولةٍ للضّغط على الحزب. في هذا السّياق سيتعيّن على لبنان التّعامل مع الضّغوط الدّولية والإقليميّة في الوقت نفسه، مما يزيد من تعقيد الوضع.
قد يؤدّي الضّغط الخارجي على لبنان إلى تصاعد الانقسام السّياسي، حيث سيحاول كلّ طرفٍ تعزيز موقفه، مما يزيد من تعقيد قدرة الحكومة على اتّخاذ قراراتٍ حاسمة.
في حال التّصعيد العسكري واستمرار الضّغط الخارجي، قد يتدهور الوضع الاقتصادي بشكلٍ أكبر، مما يؤثّر على حياة المواطنين اللبنانيين ويزيد من معاناتهم.
إذا تمّ التّوصّل إلى تسويةٍ سياسيةٍ في لبنان، قد يساعد ذلك في الحفاظ على الاستقرار الدّاخلي، لكن إذا استمرّت الضّغوط الخارجية مع غياب الحلول، فقد يؤدّي ذلك إلى مزيدٍ من الاضطرابات في البلاد.
ألوضع في لبنان يبقى هشًّا ومعقّدًا للغاية، على الرغم من الضّغوط الخارجية، فإنّ مواجهة مباشرة بين الجيش اللبناني وحزب الله تبدو غير مرجّحة، خاصّةً أنّ لبنان يعاني من تباين داخلي وعدم الاستقرار السّياسي. 
من المحتمل أن تسعى الحكومة اللبنانية إلى تجنّب الصّدام العسكري، والبحث عن حلولٍ سياسيةٍ وسطيةٍ، سواء عبر الحوار الدّاخلي أو بالتّفاوض مع القوى الدّولية.

#achrafieh #achrafiehnews
#beirut  #jocelynageryes #jocelynegeryes
#جوسلين_جريس
#الأشرفية #الأشرفية_نيوز

Channel Whatsapp
https://ift.tt/tya1R6l

Channel Telegram 
https://ift.tt/rSu6J9N