العميد الركن بهاء حلال: هل يسعى العد.و الإسر.ا..ئيلي لجرّ لبنان إلى مواجهة شاملة؟


كتب العميد الركن بهاء حلال
 
*الصواريخ الاسرائيلية*
من الواضح ان الصواريخ البدائية ومطلقيها يهدفون الى تكملة الحرب على لبنان وانجاز اهداف للعدو لم يستطع بحربه العسكرية تنفيذها
وبالتالي لتكون ذريعة لهذا العدو لاستكمال حربه التدميرية على وطننا الجريح وخاصة انها تكررت مما ادى الى القصف الهمجي للجنوب والبقاع وايضا للضاحية
من اجل تحقيق اهداف عديدة ومنها : 
١- ان توقيت ومكان الاستهداف مرتبطان بالإحتفال الذي يقيمه حزب الله عصر امس في يوم القدس العالمي في الضاحية الجنوبية في مكان قريب من الاستهداف وبالتالي العمل على افشال  أي تجمع شعبي يمكن أن يظهر الحزب ككتلة متماسكة ويظهر حضوره الشعبي والسياسي الكبير وخاصة ابان وجود رئيس الجمهورية اللبنانية  في فرنسا.
 ٢-الرد بالقصف والاستهداف  على تصريحات رئيس الجمهورية اللبنانية في حديثة لقناة فرانس 24 والذي فيها حمَّل العدو الإسرائيلي مسؤولية عدم الإلتزام باتفاق وقف إلعمليات العدائية وعدم التقيد بتنفيذ القرار الاممي 1701 وتأكيده ايضا  بأن حزب الله يلتزم بما هو مطلوب منه في جنوب الليطاني، وبأن موضوع السلاح يناقش ضمن إطار سياسة عامة مقترنة باستراتيجية دفاعية تعزز الأمن الوطني المرتكز على غقيدة دفاعية للجيش اللبناني 
٣- يهدف العدو ايضا الى ترهيب المواطنين اللبنانيين معنوياً ونفسياً وضرب البيئة الحاضنة للمقاومة بصميم ارادتها وكرامتها ، خصوصاً في مناطق الجنوب والبقاع والضاحية ومحاولة تحميلهم مسؤولية استمرار دعمهم للمقاومة بمواجهة العدو الاسرائيلي.  
٤- وضع حزب الله( المقاومة)  تحت الضغط المستمر لجعل قراراته تبدو متسرعة وخاصة انها تريد جره للرد من اجل اكمال اهداف الحرب العسكرية والامنية والسياسية.
٥- ممارسة شتى انواع الضغوط على المقاومة لسبب استمراره بالإحتفاظ بسلاحه وسبب التزامه بنهج وموقف معادي لإسرائيل والوقوف مع القضية الفلسطينية  ورفض اتفاقيات التطبيع والإستسلام.

٦-  استفزاز حزب الله بخرق خصوصية حزب الله الجغرافية الماثلة في استهدافه لمعقله الرئيسي في الضاحية الجنوبية للمرة الأولى بعد قرار وقف العمليات العدائية في/ ٢٧ /تشرين الثاني الماضي، ومحاولته تكريس توازن  ردع جديد
 *"الضاحية مقابل مستوطنات المطلة وكريات شمونة"،* وإظهار وهن حزب الله وعجزه عن الرد وكسر المعادلات السابقة التي وضعها  الشهيد السيد حسن نصرالله متذ عام ٢٠٠٦
٧- إبقاء لبنان (حكومة ورئيساً للجمهورية ورئيساً للحكومة و للمجلس النيابي)
 تحت الضغط حتى اجباره للرضوخ للإملاءات الأميركية المتمثلة بإطلاق مفاوضات مباشرة مع إسرائيل عبر لجان ثلاثية وفق ما أعلنته مساعدة المبعوث الاميركي  الى المنطقة مورغان أورتاغوس، لا سيما بعد إعلان رسمي من المستوى السياسي اللبناني ( الرؤساء عون وبري وسلام) :  أن التطبيع مع إسرائيل غير وارد، وتأكيد الرئيس عون أمس بأن لبنان يقبل بمفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل عبر وفود عسكرية - تقنية كما جرت العادة سابقا، وليس دبلوماسية على غرار ما حصل في اتفاق ترسيم الحدود البحرية. 
٨- رسالة الى المجتمع الإسرائيلي في ظل الإنقسام السياسي والشعبي الحاصل، تُظهر حجم قوة الردع لهذا العدو بمواجهة لبنان في ظل العم الاميركي اللامتناعي ونجاح الحكومة الاسرائيلية في تغيير هذه المعادلات السابقة وبأنها اي إسرائيل تمتلك زمام المبادرة بالوصول الى حيث تشاء من العمق اللبناني، ما يصب في خدمة هذا الطيف اليميني الذي يقوده نتنياهو والذي يهرب الى الامام  دائما لحماية نفسه من المحاكمات وحماية حكومته من السقوط
٩- قد يكون الهدف الاساسي للاعتداءات الإسرائيلية على لبنان والتي هي بمثابة إعلان حرب على لبنان، هو : جر حزب الله الى الملعب الاسرائيلي حربا  بالتوقيت والمكان   الذان يخدمان مصالح نتانياهو والحكومة الإسرائيلية بالهروب الى الأمام من مآزقها الداخلية الى حرب واسعة مع لبنان بعد استئناف الحرب على غزة. 
السؤال الأساسي هنا كيف سيتصرف لبنان الرسمي وايضا كيف سيتصرف حزب الله؟ 
هل ستبقى سياسة الصبر الاستراتيجي وإحتواء التصعيد الإسرائيلي والتموضع خلف الدولة لانجاز بالدبلوماسية المهمة الاهداف المرجوة؟
 أم ستتخذ المقاومة قرار بالرد يعيد الامور الى نقطة البداية لوقف الاستباحة الاسرائيلية لمناطقه وشعبها  لا سيما في الضاحية؟

 لا سيما وأن بعض القوى السياسية الداخلية ستخرج لكي تستفز بأسئلتها عن  "جدوى السلاح إذا لم يستخدم في ردع إسرائيل في هذا الوقت؟. 
وماذا لو رد حزب الله بعمليات مفاجئة ومؤلمة ضد شمال فلسطين المحتلة؟ هل ستندلع الحرب الشاملة؟
 وهل أنهى الحزب استعداداته وجهوزيته للحرب الموسعة؟

 وماذا لو لم يرد الحزب هل ستكتفي إسرائيل بهذه الضربات أم ستستغل غياب أي قوة رادعة لتستكمل بنك أهدافها؟

 وماذا لو كرر الإسرائيلي "لعبة" إطلاق الصواريخ مراراً لتبرير العدوان؟
 هل يريد تحويل لبنان الى ضفة شمالية؟
 وإذا كان ما يحصل منذ ما بعد إعلان وقف العمليات العدائية حتى الآن يعزز موقف المقاومة وصوابية خياراتها  ضد الاعتداءات، فماذا سيفعل الجيش ومن ورائه الدولة لتعزيز منطق الخيار الدبلوماسي؟..
.
بالتحليل  حتى الآن أن ارى ان إسرائيل ستكتفي بهذا المستوى من التصعيد ولن تذهب نحو توسيع الحرب، وأن المقاومة جادة فيما تعلن و لن ترد في الوقت الحالي ولن تنجر الى الفخّ الإسرائيلي لكن لن يصمد هذا السيناريو  لوقتٍ طويل بانتظار الظروفةالمحلية والاقليمية والدولية المناسبة، ".