كيف سيكون دور الولايات المتحدة، إسرائيل، دول مجلس التعاون الخليجي والعالم بشكلٍ عامٍ في جنازة قادة حزب الله يوم غد؟

كيف سيكون دور الولايات المتحدة، إسرائيل، دول مجلس التعاون الخليجي والعالم بشكلٍ عامٍ في جنازة قادة حزب الله يوم غد؟ 
د. ليون سيوفي 
باحث وكاتب سياسي 







من المتوقّع أنّ هذا الحدث سيكون له تأثيرٌ كبيرٌ على المستويين السّياسيّ والدّبلوماسيّ، نظرًا للنّفوذ الذي ما زال يتمتّع به الحزب في لبنان والعلاقة المعقّدة بينه وبين العديد من الدّول الإقليميّة والدّوليّة. 
 ألولايات المتّحدة تعتبر حزب الله منظّمةً إرهابيةً، وما زال يشمل تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي.  
إذ لن تعترف بالجنازة وحتماً لن تشارك فيها. 
من المرجّح أن يُشدّد الموقف الأمريكي على ضرورة مواصلة الضّغط على إيران وحزب الله، مع دعم الحكومة اللبنانية لإجراء إصلاحاتٍ جذريةٍ.
قد تصدر تصريحاتٌ رسميّةٌ من وزارة الخارجية الأمريكية تشجب الحزب و تُحذّر من أيّ محاولاتٍ لتحسين صورة الحزب بعد جنازة قادته.
إسرائيل تعتبر حزب الله أحد أكبر التّهديدات لها، خاصّةً على الحدود الشّمالية مع لبنان وسيكون هناك مراقبة حثيثة للأوضاع في لبنان، خوفاً من تزايد النّشاطات العسكريّة والعمليّات الانتقاميّة.
قد تكتفي إسرائيل بالمراقبة عن كثبٍ للتّأكّد من عدم حدوث تصعيدٍ عسكريٍّ في يوم أو بعد الجنازة .
قد تستعدّ إسرائيل لردود فعلٍ من الحزب إذا ما حدثت تصعيداتٌ ومحاولاتٌ استفزازيّة. 
من الممكن أن تُؤثّر هذه التّطوّرات في السّياسات العسكريّة الإسرائيليّة تجاه لبنان.
دول الخليج، مثل السّعودية والإمارات، التي تدعم معارضة نفوذ الحزب في لبنان والعالم قد تُصدر بياناتٍ تشجب حزب الله، وتؤكّد موقفها الرافض لتدخّلات الحزب في الشّؤون اللبنانيّة والإقليميّة.
قد تُركّز على تعزيز دعمها لحكومة لبنان، خاصّةً إذا كانت هناك محاولات لتقوية نفوذ حزب الله بعد جنازة قيادته. 
قد تُعزّز هذه الدّول دعوات إصلاحات سياسية داخل لبنان وتطالب بالحفاظ على السّيادة اللبنانية.
أمّا المجتمع الدّولي المتمثّل بالأمم المتّحدة حتماً ستكون حريصةً على عدم التّدخّل بشكلٍ واضحٍ في هذا الشّأن، ولكن إذا حدثت أي توتّرات أو صراعات بعد جنازة قادة حزب الله، فقد تجد نفسها مضطرة للقيام بوساطات دبلوماسية للحفاظ على الاستقرار في لبنان.
ألدول الكبرى مثل روسيا والصّين قد تتّخذ موقفًا محايدًا ودبلوماسيًا. 
روسيا قد تُركّز على أنّ الوضع في لبنان يجب أن يُحلّ عبر الحوار الدّاخلي بينما تتجنّب التّدخّل المباشر في الشّؤون اللّبنانيّة.
من المتوقّع أن يشهد لبنان حراكًا مكثّفًا في الشّارع الشّيعي خاصّةً في مناطق الجنوب والضّاحية الجنوبيّة معقل الحزب حيث ستتمّ مراسم الجنازة بشكلٍ شعبيٍّ وحاشدٍ، وقد يكون هناك رسائل سياسية تُرسل من الشّيعة لدعم واستمرار وجود حزب الله.
بعض القوى السّياسيّة اللّبنانيّة قد ترفض هذا الحدث تمامًا، خاصّةً إذا رأت فيه تهديدًا لسيادة لبنان، بينما قد يرى البعض الآخر أنّ ذلك سيكون فرصةً لتوحيد الصّفوف حول حزب الله.
ستظلّ المواقف السّياسيّة معبّرة عن التّوتّر القائم بين حزب الله وهذه الدّول، خاصّةً في إطار السّياقات الإقليميّة والدّولية. مع ذلك، قد تشهد المنطقة تحوّلاتٍ جديدةً، خاصّةً في حال ظهرت ملامح لقيادة جديدة داخل الحزب قد تُسهم في تغيير موازين القوى داخل لبنان والمنطقة.