الفصل السّابع هل هو خيار صحيح؟

الفصل السّابع هل هو خيار صحيح؟ 





د. ليون سيوفي 
باحث وكاتب سياسي 
يتكلّم الكثيرون عن مسألة الفصل السّابع من ميثاق الأمم المتّحدة وهي خطوة تُتّخذ عندما يكون هناك تهديد للسّلم والأمن الدوليين، وهو غالبًا ما يُستخدم في حالات الأزمات الكبرى التي قد تؤدّي إلى تصعيد الصراع وأنشطة تُهدّد الاستقرار الإقليمي والدولي. 
لبنان يعيش منذ فترةٍ طويلةٍ في حالةٍ من الجمود السّياسيّ والاقتصادي، حيث يُعاني من أزماتٍ كثيرةٍ حادّةٍ وانقسامٍ طائفيٍّ سياسيٍّ بين القوى المختلفة في البلد. هذه الأزمات قد تجعل الوضع هشًا، لكن من غير المرجّح أن يصل لبنان إلى الفصل السّابع طالما أنّ النّزاع لم يتصاعد إلى حدّ يهدّد الأمن الدولي بشكلٍ مباشرٍ.
لبنان يُعاني من أزمةٍ اقتصاديةٍ خانقةٍ، مع تدهور في العملة المحلية، وارتفاع نسب الفقر والبطالة، وتدهور في الخدمات الأساسيّة مثل الكهرباء والمياه. ورغم أنّ الأزمة الاقتصادية قد تؤدّي إلى مزيدٍ من الفوضى الدّاخلية، إلّا أنّ الأمم المتحدّة لم تتدخّل بشكلٍ مباشرٍ عبر الفصل السّابع في هذه الحالات، بل تمّ التّركيز أكثر على الدعم الإنساني والاقتصادي.
دور حزب الله ووجود التوتّرات الإقليمية، ودعمه من قبل إيران، بالإضافة إلى التوتّرات على الحدود مع إسرائيل ووجودها في الجنوب اللّبناني قد يُشكّل عاملًا يهدّد الاستقرار في المنطقة. 
لكن حتى الآن، هذه التوتّرات لم تصل إلى مستوى يسمح بإعلان الفصل السّابع ضدّ لبنان، لأنّ غالبية الدول المعنيّة "مثل الولايات المتحدّة وإيران" يفضّلون التعامل مع الوضع بطرقٍ دبلوماسيةٍ.
حتى الآن، لم يُظهِر المجتمع الدولي رغبةً في فرض الفصل السّابع على لبنان كما يتكهّن البعض . 
بدلاً من ذلك، تُركّز الجهود الدولية على دعم الإصلاحات الاقتصادية والسّياسيّة والتوصّل إلى تسويةٍ سلميةٍ داخليةٍ بين الأطراف السياسيّة اللبنانية.
لذلك من غير المرجّح أن يذهب لبنان إلى الفصل السّابع في الوقت الحالي، خاصّةً إذا استمرّ الوضع في التعقيد السّياسيّ الداخلي والأزمات الاقتصادية التي تواجهه. 
لكن، إذا تفاقمت الأزمات بشكلٍ كبيرٍ وهدّدت السّلم والأمن الإقليمي والدّولي بشكلٍ جدّيّ، قد يصبح هذا الخيار ممكنًا، على الرغم من أنّه لا يزال بعيدًا في الأفق.