جنازة أو لا جنازة ...




 
د. ليون سيوفي 
باحث وكاتب سياسي 
ما يُنشر عبر الإعلام والتّواصل الاجتماعي عن حضور رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام جنازة قادة حزب الله السّيد حسن نصرالله والسّيد علي صفيّ الدين ستكون قضيةً معقدةً ودقيقةً على العديد من الأصعدة، خاصّةً في ظلّ الوضع السّياسي الرّاهن في لبنان والعلاقات الدّولية. 
من المعروف أنّ حزب الله ما زال يمتلك نفوذًا قويًا في لبنان، ويُعتبر جزءًا أساسيًا من التوازنات السّياسيّة داخل الحكومة. 
قد يرى البعض أنّ حضور شخصياتٍ رسميةٍ مثل الرئيس أو رئيس الحكومة في جنازة القادة الشّيعة خطوةً لتأكيد الالتزام بالتحالفات الداخلية.
لذلك إذا حضروا، قد يُعتبر ذلك دعمًا لحزب الله وامتدادًا للعلاقة القوية التي تربط بعض الأحزاب اللبنانية به. 
ومن جهةٍ أخرى، قد يتسبّب ذلك في ردود فعلٍ قويةٍ من القوى السّياسية المعارضة في لبنان، خاصّةً أولئك الذين يعارضون تزايد نفوذ الحزب في الحياة السّياسية.
أمّا الحسابات الإقليمية، فموقف دول الخليج العربي خصوصًا السّعودية والإمارات وغيرها من دول مجلس التعاون الخليجي، قد تتّخذ موقفًا حادًّا ضدّ حضور رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة إذا تمّ، خاصّةً إذا كان حضورهم يُفهم على أنه دعمٌ لحزب الله، الذي تعتبره دول الخليج منظّمةً إرهابيةً.
إنّ تحديد العلاقات بين لبنان والدول الغربية، مثل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، تعتمد بشكلٍ كبيرٍ على المواقف اللبنانية تجاه حزب الله. إذا ظهر أنّ لبنان يَدعم الحزب بشكلٍ عَلَنيٍّ في مثل هذه المناسبات، قد يؤدّي ذلك إلى تعقيد العلاقات الدولية.
موقف لبنان في السّياق الدولي سيكون محطّ أنظار العالم، قد تُعتبر هذه الخطوة تحديًا لبعض القوى الغربية والعربية، ولكنها أيضًا قد تُعزّز موقف لبنان الداخلي في تعزيز علاقته بحزب الله.
ألنتيجة الممكنة:
في حال تمّ تأكيد حضورهم،  ربما يُنظر إلى ذلك على أنه رسالة تأكيدية لدور حزب الله في السّاحة اللبنانية، مما قد يُعمّق الانقسامات الداخلية ويؤثّر على سمعة الحكومة في الخارج.
من ناحيةٍ أخرى، إذا قرّروا عدم الحضور، قد يُثير ذلك انتقاداتٍ من حلفاء حزب الله داخل لبنان، بالإضافة إلى التّوتّرات مع الشّارع الشّيعي.
ألقرار بشأن حضور الجنازة سيكون ذو أبعادٍ سياسيةٍ ودبلوماسيةٍ معقّدةٍ. في النهاية، سيتوقّف الموقف على حسابات الحكومة اللبنانية الداخلية والخارجية، فضلاً عن الضّغط الذي قد تتعرّض له من مختلف الأطراف الدّوليّة والإقليميّة.