لا أحد يستطيع أن يُلغي أحدًا في لبنان ..
د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي
في حال تعزّزت الاحتجاجات والتّظاهرات على المستوى الشّعبي في أعقاب هذا الحدث اليوم أي في جنازة قادة حزب الله قد نرى تقلّباتٍ في الشّارع اللّبناني تكون لها تداعيات أكبر على استقرار الحكومة و المؤسّسات اللبنانية.
على المستوى الإقليمي، من الممكن أن تساهم الدول العربية في هذا السّياق في تعزيز التّحالفات ضد حزب الله، في الوقت الذي قد تجد فيه إسرائيل في هذا الحدث فرصةً لتأكيد قوّتها تجاه المقاومة.
ألولايات المتحدة قد تدفع باتجاه تعزيز سياستها في المنطقة لإحباط أي تأثيرٍ محتملٍ لحزب الله أو إيران، ممّا قد يؤدّي إلى تدابير اقتصادية وحتّى عقوباتٍ على شخصياتٍ معيّنة قد تشارك في هذه الجنازة وعلى لبنان بشكلٍ عام.
قد يكون هذا الحدث فرصةً لحزب الله لتحقيق مزيدٍ من الوحدة بين الشّيعة في لبنان، خاصّةً إذا كانت هناك تحركات منظّمة للدّفاع عن مصالحهم في السّياسة اللبنانية.
في الوقت ذاته، قد يتطوّر الوضع إلى تهديداتٍ أمنيةٍ وتشاحناتٍ سياسيةٍ في حال لم يتمّ التّعامل معه بحذرٍ من جميع الأطراف المعنية.
وممكن أن تتطوّر الأمور إلى صراعاتٍ مسلّحةٍ خاصةً بعد نشر عبر التواصل الاجتماعي أنّ هناك حزبيين ومناصرين عراقيين وايرانيين وسوريين وغيرهم من مختلف البلدان دخلوا الأرض اللبنانية للمشاركة بهذه الجنازة فبقائهم بعد الجنازة يشكّل علامات استفهام، قد يتضرّر الاستقرار السّياسي في لبنان بشكلٍ كبيرٍ. ألبلد الذي يُعاني من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية قد يدخل في مزيدٍ من الفوضى والانقسام الداخلي.
لبنان يُعاني من أزماتٍ خانقةٍ مع الفساد والسياسات الداخلية غير المتّفق عليها، وهذا قد يزيد من صعوبة الوضع إذا ما تضمّنت الأحداث تجاذباتٍ إقليميةً وحتى حروب بالوكالة !!!!!!!.
ما سيتمّ بعد جنازة قادة حزب الله قد يكون له تداعيات خطيرة على لبنان والمنطقة ككل.
هناك مخاوف حقيقية من تفاقم التوترات وتحوّلها إلى أزماتٍ سياسيةٍ أو أمنيةٍ إذا لم يتمّ التعامل بحذرٍ مع الوضع.
إذا كانت الأطراف السّياسية في لبنان، وكذلك القوى الإقليمية والدولية، تسعى للحفاظ على الاستقرار، فإنّ البحث عن الحوار وتجنّب التّصعيد سيكون هو الحلّ الأفضل لتفادي المزيد من التوترات.
ألوضع لا يُطمئن والكثير من اللبنانيين يعيشون الخوف والرعب على مصيرهم ومصير وجودهم وبقائهم في المستقبل، هل سيَعي السياسيون ويتداركون خطورة الوضع؟