الثلاثاء: بداية العهد الجديد… هل ستُترجم الثقة إلى أفعال حقيقية؟



بقلم: د. جيلبير المجبر

في يوم الثلاثاء المقبل، سيشهد لبنان لحظة فارقة في تاريخه، لحظة تشكل بداية العهد الجديد مع نيل الحكومة الجديدة الثقة في المجلس النيابي. ولكن هذه الثقة ليست مجرد قرار سياسي؛ إنها أمانة وضعها الشعب اللبناني في أيدي هذه الحكومة، شعب تحمل الكثير من الأزمات والتحديات، واختار أن يضع ثقته في هذا العهد الجديد آملاً أن يكون بداية حقيقية للتغيير.

إن الثقة التي منحها اللبنانيون ليست هبة، بل هي تكليف يتطلب من الحكومة أن تدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها. هذه الحكومة أمام اختبار حقيقي، اختبار لتثبت قدرتها على الوفاء بوعودها وتلبية احتياجات الشعب. لبنان في مرحلة حاسمة، والشعب في انتظار حلول عملية تراعي واقعه وتحقق تطلعاته.

الحكومة أمام فرصة استثنائية لإعادة بناء الوطن، وعليها أن تثبت أن الأمل في التغيير ليس مجرد كلمات، بل هو مسار عملي يترجم إلى نتائج ملموسة على الأرض. نحن لا نطالب بالمستحيل، بل نطالب بما هو أساسي: كهرباء دائمة، استقرار اقتصادي، وأمن اجتماعي حقيقي. اللبنانيون لم يعودوا يقبلون أن تستمر الأزمات دون حلول جذرية. إنهم يريدون أفعالًا ملموسة تُغيّر واقعهم.

قد يظن البعض أن المهمة صعبة، ولكن هذه الحكومة الجديدة تتمتع بدعم شعبي حقيقي، وفرصة لإحداث فرق كبير في حياة اللبنانيين. هذا التحدي ليس عبئًا، بل هو فرصة لإثبات القدرة على التغيير والابتكار. الشعب اللبناني اليوم بحاجة إلى قيادة قوية، قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة وسريعة. ونحن في مقالنا هذا، كما يراه الدكتور جيلبير المجبر، نؤمن أن الحكومة التي نالت هذه الثقة يمكنها أن تكون المحرك الفعلي لهذا التغيير.

لكن يجب أن نتذكر أن الثقة التي تم منحها تعني مسؤولية عظيمة. لا مجال اليوم للمزيد من التأجيل أو المساومة. الحكومة أمام لحظة مفصلية، حيث الأفعال هي التي ستثبت قدرتها على الوفاء بالتزاماتها. إذا استطاعت الحكومة اتخاذ الخطوات الصحيحة، فسيثبت للبنانيين وللعالم أن لبنان قادر على النهوض مجددًا، وأن هذه الحكومة هي بداية عهد جديد من الاستقرار والازدهار.

هذه لحظة تاريخية، حيث يمكن للحكومة الجديدة أن تثبت أنها قادرة على الوفاء بالتزاماتها، وأنها تسعى بالفعل إلى تغيير حقيقي يعكس آمال وطموحات الشعب اللبناني. ولكن، كما يعلم الجميع، الوقت لا ينتظر، والتاريخ لن يعيد نفسه. يوم الثلاثاء سيكون بداية جديدة، فرصة للبداية والتغيير، فإذا كانت الحكومة مستعدة لإحداث الفارق، فإن لبنان سيكون على موعد مع عهد جديد مليء بالتحديات والفرص.

الثقة التي منحها الشعب اللبناني هي بداية المسار، والمسؤولية على عاتق الحكومة عظيمة. إن الأفعال هي التي ستحدد مصير هذا العهد، ونحن نضع آمالنا في أن نرى لبنان الجديد الذي طالما حلمنا به. الأيام القادمة هي التي ستكشف إن كانت الحكومة قادرة على الوفاء بوعدها، وستكون هي من تحدد المسار الذي ستسلكه.