الزعيم والخرفان ..



د. ليون سيوفي 
باحث وكاتب سياسي 
تشهد السّياسة في لبنان تحدّيات التبعيّة والزّعامات التي لا تزال تؤثّر بشكلٍ كبيرٍ على الحرية والتقدّم في البلد. 
تلك الزعامات التي لطالما احتكرت السّلطة وأثّرت على مصير اللبنانيين، بدلاً من التركيز على مصلحة الوطن ومصلحة الشّعب.
بين الزعامات والتبعيّة في لبنان تاريخٌ طويلٌ.
لبنان عاش عقودًا طويلة من التدخّلات الخارجية، سواء كانت من الدول الكبرى أو القوى الإقليمية وهذا ترك بصماته على الطبقة السّياسية في لبنان. من الاستعمار الفرنسي مرورًا إلى الحروب الأهلية والصّراعات الإقليمية، كانت الزعامات غالبًا ما تكون نتاجًا لهذه التحدّيات. بعض هذه الزّعامات اعتمد على الدّعم الخارجي ليحافظ على نفوذه.
كما أنّ الفساد والمحاصصة السّياسية، واللذان أصبحا جزءًا من المنظومة السّياسية في لبنان، جعلا المصالح الشخصية للزعماء تُقدَّم على المصلحة العامّة، مما دفع الشّعب إلى العيش في وضعٍ اقتصاديٍ واجتماعيٍّ مزرٍ.
متى سننتهي من هذه الزعامات؟
ألتغيير الجذري في لبنان لا يأتي بين ليلةٍ وضحاها. يتطلّب تعاونًا جماعيًا من الشّعب ذاته ، حيث يجب أن تكون هناك ثقة أكبر في الذات الوطنية والابتعاد عن فكرة الولاء للأشخاص أو الزعماء بل للبنان ككل. 
من أجل أن يصبح شعب لبنان حرًا بعيدًا عن التبعية، يجب أن تكون هناك إصلاحات عميقة تبدأ من القانون والدستور لا بالزعيم، مرورًا بـإعادة هيكلة الحكومة وتوزيع السّلطة بشكلٍ أكثر عدالة، وكذلك وقف الفساد من خلال نظامٍ قضائيٍ مستقلٍّ.
ألحرية لا تعني فقط الاستقلال السّياسي، بل أيضًا الاستقلال الاقتصادي والمجتمعي. 
يجب أن يكون الشعب اللبناني قادرًا على تحديد مصيره دون الضغوط الخارجية أو التدخّلات الإقليمية. 
لا بد من إصلاحٍ شاملٍ في المؤسّسات الحكومية، بما في ذلك القضاء، لتكون هناك مساءلة حقيقية للقادة والمسؤولين.
تعزيز الوعي الشّعبي عندما يكون هناك وعي جماعي بين اللبنانيين حول حقوقهم وواجباتهم، يمكن أن يساهم ذلك في تغيير ثقافة التبعية.
فيا شعب لبنان العظيم هل أنت مستعدٌّ أن تعيش بحريةٍ وكرامة وبلا زعيم ..!!