.
كشف مسؤولون أميركيون، اليوم الثلاثاء، عن انسحاب شبه كامل للقوات الإيرانية من سوريا، في ضربة استراتيجية كبيرة لجهود طهران لفرض نفوذها في المنطقة بعد انهيار نظام الأسد في ديسمبر الماضي.
ووفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، أفاد مسؤول أميركي رفيع بأن أعضاء فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني فروا إلى إيران، وتم حل الميليشيات المتحالفة معها في سوريا. وكانت إيران قد أنفقت مليارات الدولارات وأرسلت آلاف العسكريين والمقاتلين لدعم نظام بشار الأسد منذ بداية الحرب في سوريا في عام 2011.
مع الانهيار السريع الذي دام 11 يومًا لجيش النظام السوري في أواخر العام الماضي، بدأت إيران في سحب أفرادها، لا سيما بعد الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة على أصولها وشركائها في المنطقة.
في الوقت الذي شهد فيه شرق سوريا وجودًا كثيفًا للمقاتلين المدعومين من إيران، بما في ذلك ضباط الحرس الثوري الإيراني ومقاتلين من أفغانستان والعراق ولبنان وسوريا، فقد فر العديد منهم إلى بلدة القائم العراقية الحدودية. كما أفاد المسؤولون الغربيون بأن بعض الإيرانيين المقيمين في دمشق سافروا إلى طهران، بينما فر مقاتلو حزب الله من غرب سوريا إلى لبنان.
مع انسحاب القوات الإيرانية وحلفائها، اضطروا إلى ترك كميات كبيرة من المعدات العسكرية والأسلحة التي تم تدميرها لاحقًا من قبل إسرائيل أو استولت عليها الإدارة السورية الجديدة.
وفي رد على سؤال حول انسحاب إيران الكامل من سوريا، قالت باربرا ليف، المسؤولة العليا في وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، يوم الاثنين: "نعم تقريبًا... إنه أمر غير عادي"، وأضافت أن "سوريا أصبحت الآن أرضًا معادية لإيران".
من جهتها، تسعى الحكومة السورية الجديدة إلى الحد من تأثير إيران على الأراضي السورية، حيث يعتبر قائد الإدارة الجديدة، أحمد الشرع، أن الهزيمة السريعة للأسد "أعادت المشروع الإيراني في المنطقة 40 عامًا إلى الوراء".
ورغم هذه التطورات، يشعر المسؤولون الأميركيون بالقلق من إمكانية إعادة إيران ترسيخ نفوذها في سوريا على المدى الطويل، عبر إعادة تنشيط الشبكات القديمة واستغلال أي عدم استقرار محتمل في البلاد